رغم الترميمات التي أجريت عقب الفيضانات الأخيرة التي ضربت المغرب، فإن ساكنة سيدي إفني والجماعات المجاورة لا زالوا يعبرون عن قساوة العيش، لاسيما بسبب الانقطاعات المتكررة للماء والكهرباء وتوقف الطريق الرئيسية نحو كلميم (باب الصحراء). وتبدو أشغال إصلاح ما أفسده الفيضان بطيئة وغير كافية؛ فأكوام الحجارة والأتربة التي أفرغت في بعض الوديان لتشكل قنطرة لعبور السيارات وفك العزلة عن المنطقة، يمكن أن تجرفها السيول في أي لحظة تلي هطول الأمطار. فترة ما بعد الفيضان شكلت امتحانا حقيقيا للسكان والتجار وسائقي سيارات الأجرة والمجتمع المدني والسلطات العمومية. وكشفت تصرفات البعض عن اللامبالاة أو عن الجشع والانتهازية، وكثيرون عبروا عن روح التضامن والتعاون؛ كل بطريقته وكل من موقعه. تقييم لا يغيب تداوله عن جلسات المقاهي، والغيورون على المدينة لا يتوقفون عن البحث عن سبل الخروج من الوضع المتأزم ولو عبر صفحاتهم بالمواقع الاجتماعية.
مريضات السرطان ... بين معاناة المرض وندرة مراكز العلاج
شهادات حية استقيناها من نساء مصابات بالسرطان قادمات من مناطق مختلفة يحكين قصصهن مع المرض.
"صرخة طفل أعادتني إلى الحياة".. بهذه العبارة الغريبة وصفت دنيا آخر تجاربها المتكررة مع الانتحار ، والتي تعود لأزيد من ثمان سنوات. قالتها وأتبعتها بتنهيدة طويلة أفرغت من خلالها كل البقايا والرواسب التي علقت بذاكرتها، محاولة أن تتذكر تفاصيل هذا اليوم الذي غير مسار حياتها بالكامل. أدارت عينيها متفحصة جنبات المنزل الأنيق الذي إنتقلت إليه مؤخرا رفقة زوجها وولديها، وإسترسلت في الحديث عن أسباب ودوافع إقدامها على هذا الفعل.
تركنا مدينة تارودانت خلفنا ب90 كيلومتر تقريبا وبدأت جبال الأطلس الكبير تستقبلنا بتعال وهي تحتضن زهرة الجنوب مدينة '' تالوين ''، هذه المدينة التي تسابق شهرتها الزمن والتي تخطت حدود الوطن المعروفة بطابعها الفلاحي و الجبلي .. فعلى تلك الأرض المباركة تصاغ قصة حب بين الإنسان و الأرض... تلك الحكاية التي امتدت لأكثر من خمسة قرون ... والتي تبدع نساء المنطقة في فك تشابك خيوطها الحمراء النادرة ... إنها حكاية الذهب الأحمر أو الزعفران.
إن إشكالية التكوين المستمر في المجال الإعلامي بالأقاليم الصحراوية بصفة عامة و بمدينة العيون بشكل أخص لا يمكن عزلها عن إشكالية التنمية و العراقيل ذات طابع اقتصادي و اجتماعي ، التي جعلت الكثير من الطاقات الشابة تفضل الهجرة إلى الشمال من أجل تحقيق حلمها المتمثل في الظفر بكرسي إعلامي مع مجموعة من الشباب التي هيئت لهم جميع الفرص.
منهم من امتهن التسول، ومنهم من يعيش على تعويضات اختلفت قيمتها باختلاف عام العودة من سنوات الحرب التي عرفتها العراق، بداية بحرب الخليج الأولى، ومرورا بالحرب الثانية، وأخيرا بداية الغزو الأمريكي.
يضطر آباء وأولياء التلاميذ بدواوير جماعة ألنيف القروية (حوالي 110 كلم عن مدينة تنغير)، إلى فصل بناتهم عن الدراسة بعد نجاحهن من المستوى الإعدادي إلى الثانوي التأهيلي، فَبُعد المسافة عن ثانوية محمد السادس الوحيدة بالمنطقة التي تعاني من الاكتظاظ وحرمان الفتيات من منحة الداخلية وغياب النقل المدرسي كلها أسباب تجعلهن أمام شبح الهذر المدرسي.