في العاصمة الاقتصادية لموريتانيا والمعروفة بانواذيبو، يعيش مهاجرون ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء ولا يملكون أوراقا تخول لهم حق الإقامة أو العمل؛ مما يجعلهم عرضة للاستغلال.
موسى، مهاجر من مالي، يبلغ من العمر 24 عاما، يحكي قصته مع الاستغلال قائلا: "كوني بلا أوراق جعل الناس يستغلونني؛ فقد عملت مع مواطن موريتاني في مجال القرميد، واتفق معي أن يدفع لي 50 أوقية عن كل قرميد وأن يعطيني الأجر في نهاية الشهر. وعند حلول الموعد دفع لي 30 أوقية، ولم أستطع أن أتقدم بشكوى ضده لعدم حصولي على تصريح إقامة".
مريم منت سويليك، امرأة في الثّلاثين من عمرها، أمّ لستّة أطفال تعيش ظروفا صعبة في وسط وعر يفتقر اٍلى أبسط الضّروريات. جسمها النّحيل الملفوف في ملاءة قديمة أرهقته متاعب الحياة. تجلب الشّفقة لمّا تراها تسعى كلّ صباح للحصول على الماء. تسكن مريم في "واد البركة" وهو عبارة على تجمّع سكني يبعد 50 كلم جنوب شرق "تيدجيكدجا" العاصمة الاٍقليمية لتاقنت .الماء هنا شبه مفقود و كذلك الوحدات الصّحية . توجد مدرسة وحيدة في المنطقة فيها قاعة درس واحدة و تبعد سبعة كيلومترات عن "واد البركة".
يتسابق المهاجرون الماليون إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية بحثا عن العمل رغم صعوبة تسوية وضعيّتهم القانونية، لذا تراهم يعملون في الوظائف الهامشية كأعمال البناء و النظافة أو خدمات مؤقتة كعربات نقل المياه و ورشات التبريد، إلخ.
وقد أثارت هذه الوضعيّة ردود فعل مختلفة في الشّارع الموريتاني، فهناك من الموريتانيين من يشكو من وجود هؤلاء الذين يسمونهم بمقيمين أجانب ويتهمونهم بجلب المزيد من المشاكل إلى بلدهم حيث يسببون الكثير من الجرائم و يعملون بأسعار رخيصة ، ممّا ضيّق سوق الشغل على العمّال المحلّيين.
انتشرت خلال الآونة الأخيرة في العديد من القنوات العربية، تجارب إنتاج مسلسلات درامية تبرز ثقافة البدو، من أجل تقريب المشاهدين من قيمهم الحضارية والثقافية... وإذا كان لبعض الدول العربية قصب السبق في هذه المعالجة كما هو الشأن بمصر وسوريا، فإن الوضع يبدو مختلفا في المشهد الدرامي المغربي.
أصوات الكثبان هو مشروع معهد التنوع الإعلامي (MDI). يوفّر أصوات الكثبان تغطية شاملة وموثوق بها من عمق الصحراء حول النّزاعات والأمن و المرأة ، والشباب والعنف الاتني و الأقليات الدينية ، وغيرها من الإشكاليّات الشّبيهة، وذلك عبر ريبورتاجات تبلغ صوت الفئات المهمشة و السكان العاديين في الصحراء ، المنسيّين من قبل وسائل الإعلام التّقليدية .
لزيارة الموقع media-diversity.org