على مستوى الخطاب الرسمي، تضع جمهورية مالي استغلال الأطفال في محور اهتماماتها الأولى منذ ما يزيد عن العشر سنوات. و قد تجسّدت هذه الإرادة عبر المصادقة على الاتفاقيات العالمية الكبرى و عبر وضع ترسانة قانونية كاملة في هذا الشأن.
يشكو مئات المزارعين في قرى "تين بكتو" من تدهور وضعهم المعيشي وتراجع مواردهم الاقتصادية، بعدما أجبرتهم ظروف الحرب على ترك الزراعة مصدر رزقهم الاصلي، واللجوء إلى أعمال أخرى، سعيا وراء لقمة عيش يسدون بها رمقهم ، بعد تفشي مظاهر الفقر والحاجة وغلاء الاغذية وتراجع مردود الاراضي الزراعية.
تزايدت في السنوات الأخيرة وبشكل لافت ظاهرة قطع الطرق على المسافرين الذين يتنقلون عبر المسالك الرابطة بين مدن شمال مالي وبلدة «إن خاليل" الحدودية مع الجزائر، رعب يصاحب النفوس في رحلة على طريق باتت مسالكه غير امنة ولا يعرف منتهاه.
تشهد مدن شمال مالي، إقليم أزواد منذ 2012 تصاعداً متواصلاً لعمليات تهريب الوقود من دول الجوار، وتحديداً من الجزائر خاصة في الأعوام القليلة الماضية. و يعيش أغلب سكان مناطق الحدود مع الجزائر من نشاط تهريب الوقود إلاّ أن السلطات الجزائرية تضيق عليهم بشكل وصفوه بالجائر.
أكد سكان مدينة تين بكتو الواقعة في قلب الصحراء شمال غرب مالي تردي أوضاع الطرق الداخلية التي تربطهم مع مدن الجنوب المالي كسيقو و موبتي، مشيرين إلى وعورتها وضيقها و رداءتها ما يعزل هذه المدينة التاريخية الكبيرة عن مدن الجنوب. وأوضحوا أن رداءة الطرقات جعلت المدينة في عزلة حيث لا تصلها المركبات سواء التاكسيات الصغيرة أو حتى الإسعافات غير رباعية الدفع، ما يشكل معاناة يومية لهم في إيصال احتياجاتهم وممارسة أعمالهم الحياتية.
شهد القطاع السياحي في العاصمة المالية باماكو تقهقرا عقب اندلاع الأزمة المالية ثم تحسنت المؤشرات في مطلع العام الماضي بعيد التوقيع على اتفاقية السلام و المصالحة بين الأطراف المالية، إلا أنّ رواسب الأحداث السلبية التي بدأت تستهدف الغربيين والفنادق التي يرتادونها حملت انتكاسات تفاقمت حتّى بلغت ذروتها حتى أصبح أصحاب الوكالات السياحية وكذلك المرشدين مهددين في قوتهم اليومي.
تطرح العودة المدرسية كل سنة مشكل عجز شريحة من المواطنين في مالي عن توفير مصاريف الدراسة.
رغم النداءات المتكررة الصّادرة إلى السلط المالية عن مواطني المنطقة السابعة المحيطة بمدينة غاوو، فإنّ الوضع الأمني مازال متدهورا مما دفع القائمين على النقل الخاص إلى الإضراب... ويحمل السكان المسؤولية في هذا الوضع لغياب الإرادة عند السلط السياسية.
التزود بالماء أصبح إشكالا حقيقيا في كيدال فالمياه الجوفية تصبح شحيحة في فترات معينة من السنة و مولدات الآبار التي تزود المدينة تعتريها بعض المشاكل مما يدفع السكان إلى التذمر.
أطفال كيدال قد لا يعودون إلى مدارسهم في الأيام القادمة فغياب الأمن في المنطقة يجعل العودة المدرسية التي ينتظرها جل التلاميذ منذ 2011 غير مؤكدة.