يقول محمد أغ سيدي أحماد أحد سكان قرية تيريكين الواقعة عشرات الكيلومترات شمال تين بكتو، "هنا لا يوجد أمن و لا أمان. نتابع بقلق شديد عمليات الاغتيالات التي اصطادت الكثير من الناس وعمليات السطو والسرقة التي عمت المنقطة دون حسيب ولا رقيب".
يضيف أغ سيدي أحماد "نحن القرويين أدركنا بأن القوات الأمنية خائفة من هذه المناطق ولذا لا تقوم بأي شيء حيال ما يجري في المنطقة من سرقة وقتل. الحقيقة أننا خائفون وليس لدينا حل آخر غير البقاء في مربع هذا الخوف".
ويسرد محدثنا قصة وقعت في قريتهم قائلا: "منذ أيام قليلة اعتدى ملثمون على أحد كبار القرية ورموه بالرصاص وأصيب بجروح بالغة، كانوا على متن سيارة رباعية الدفع و لم يتمكن أحد حتى الآن من التعرف على هوياتهم وهذا واقع مرٌ يتكرر في كل يوم".
ظاهرة انعدام الأمن انتشرت في مدينة تين بكتو نفسها حيث يقوم يوميا بعض الجانحين بأعمال إجرامية خاصة بالليل، حسب ما تؤكده لنا زينب ميقا، التي تقطن في حي همبنغو أقصى شرق المدينة.
و تتابع زينب قولها "ان الوضع هنا يزداد توترا بعد كل يوم خاصة في بعض الأحياء المعزولة بصفة كاملة عن وسط المدينة .حتى الأسواق لم يعد من الممكن أن يدخلها أبناؤنا خوفا من هجمات قطاع الطرق ما جعل الخوف يتملكنا".
أما جبريل ديكو البالغ من العمر خمسين عاما يسكن في بوادي تين بكتو، يصف ’’لــصوت الكثبان’’ الوضع قائلا: "بوادي تين بكتو صارت خطيرة عكس ما كانت من قبل فالمجرمين لم يتركوا لنا شيئا من الماشية. سرقوا كل ما لدينا ويهددوننا بالقتل يوميا في حال الإبلاغ عنهم". وطالب ديكو السلطات بالتدخل لتوفير الامن و لكن الاعتداءات استهدفت أيضا ضباط الأمن حيث تم اغتيال حماتا أغ أوملها النقيب في الجيش المالي، وفي هذا الصدد يحدثنا قريبه الذي فضل عدم الكشف عن هويته، "كان المرحوم يمارس عمله كضابط في الأمن راوغ الكثير من اللصوص ولذا قتل في منزله ولم تستطيع أي جهة الكشف عن القاتل فالأوضاع هنا لا تسمح لأي كان التدخل فالجميع مستهدف".
من جهته قال مامدو توري الخبير الأمني في مالي، "إن هناك أسبابًا وراء كثرة أعمال السطو والسرقة وحتى الاغتيالات في الفترة اﻷخيرة، أولها: إظهار ضعف الجهاز اﻷمني، وتصدير صورة عن عدم قدرته على إحكام السيطرة على اﻷوضاع في شمال البلاد بصفة عامة، وثانيها هو تأجيج وإثارة غضب بعض السكان من الشباب تجاه النظام والدولة ".