عرفت ظاهرة الهجرة غير الشرعية من دول جنوب الصحراء نحو الجزائر تفاقما في السنوات الاخيرة ’, بل أصبح تواجد المهاجريين كجزء من الفسيفساء الاجتماعية حقيقة لا مناص منها , و يعتمد عليهم في كثير من المهن و القطاعات الاقتصادية لتغطية عزوف المواطنين عنها كقطاع الاشغال العمومية خاصة في ولايات الجنوب و بعض الانشطة في كسكافة , و لكن هجرة الفئات الهشة كنساء و الاطفال تطور جديد قد يعكس تغير الاسباب الكامنة وراءها بعدما كانت الى وقت قريب يحركها حلم العبور الى الضفة الأخرى.
في العاصمة الاقتصادية لموريتانيا والمعروفة بانواذيبو، يعيش مهاجرون ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء ولا يملكون أوراقا تخول لهم حق الإقامة أو العمل؛ مما يجعلهم عرضة للاستغلال.
موسى، مهاجر من مالي، يبلغ من العمر 24 عاما، يحكي قصته مع الاستغلال قائلا: "كوني بلا أوراق جعل الناس يستغلونني؛ فقد عملت مع مواطن موريتاني في مجال القرميد، واتفق معي أن يدفع لي 50 أوقية عن كل قرميد وأن يعطيني الأجر في نهاية الشهر. وعند حلول الموعد دفع لي 30 أوقية، ولم أستطع أن أتقدم بشكوى ضده لعدم حصولي على تصريح إقامة".
غير المهاجرون غير الشرعيين القادمون من جنوب الطريق التي يسلكونها عادة من نواذيبو نحو اسبانيا و تخلوا عن المسلك البحري لجزر الكناري إذ أجبرت الحراسة المشتركة بين الدوريات الإسبانية و حراس السواحل الموريتانيين عددا من مهاجري الصحراء الجنوبية على التوجه نحو "قندهار"، ذلك الربع الخالي الذي يفصل بين موريتانيا و المغرب.
تفاقمت في العاصمة الموريتانية نواكشوط أوضاع آلاف المهاجرين الأفارقة الذين تركوا أوطانهم في أوضاع صعبة لأسباب اقتصادية وأمنية في دولة إفريقية عديدة كمالي وساحل العاج وسيراليون وليبيريا..إلخ، إضافة إلى كونهم يعتبرون موريتانيا إحدى بوابات العبور إلى أوروبا، ويبقى هؤلاء بالعاصمة نواكشوط بعد أن تقطعت بهم السبل.