نساء قرية لمحيجرات بساحل امراكن بوسط موريتانيا تواجهن مشاكل يومية متعددة إلا أن مشكل الماء وانقطاعاته المتكرّرة يبقى أكبر عائق يتعايشن معه في يومياتهن.
السالكة منت محمد العبد، رئيسة تعاونية في قرية لمحيجرات، تعبرعن معاناة قريتها فتقول: "إننا نبقى أحيانا من دون ميّاه صالحة للشّرب مدة 15 يوما وربّما شهرا كاملا في انتظار وصول صهريج ميّاه قادم من العاصمة نواكشوط". بهذه الكلمات تلخّص المرأة الأربعينيّة حسرتها وهي المنحدرة من مجموعة امراكن المعروفة.
لا يزال سكان دائرة ألنيف يتذكرون تلك الحادثة المأساوية التي وقعت سنة 2013، حين توجهت فاطمة بن يشو بعد وضع توأمها إلى المستوصف المحلي بألنيف لتوقيف نزيفها الدموي، لكن انعدام التجهيزات بالمستوصف المحلي استوجب نقلها الى مدينة الرشيدية (حوالي 200 كلم عن مركز ألنيف)، غير أنها لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بنزيف حاد على بعد ثلاث كيلومترات من المستشفى.
لم ينتظر عدد من الشباب مصالح البلدية ببلدة عمر (140 كلم شمال الولاية ورقلة) أن تتحرّك أو تحرّك ساكنا، فقد بادرت "صيدلية تلاعمر" ممثلة في صاحبها السيد "بن زينة فتح الله" في الفاتح من الشهر الماضي بعملية تهيئة وتنظيف وترميم للطريق المحاذي لمسجد الإمام مالك بالحي الجديد، وقد تظافرت الجهود يومها لتلقن مصالح البلدية درسا في النظافة والغيرة على المظهر الجمالي للبلدة كما عبر عن ذلك بعض المواطنين أثناء حملة النظافة، والتي تعدّت رفع الأتربة عن قارعة الطريق إلى ترميم التصدعات في الطريق والأرصفة ودهن هذه الأخيرة وكذا وغرس الأشجار، إذ تعتبر كل هذه الأعمال من صلاحيات البلدية إن لم نقل من واجباتها.
رحلة البث عن الماء الصالح للشرب هي هاجس ساكنة لمغيطي عموما فبعد نهاية كل يوم يبدأ يوم آخر بالمسيرة ذاتها ،حيث يعتبر الحصول على الماء الصالح للشرب أبرز التحديات اليومية لأهل حي الصفيح الوقع جنوب بلدية دار النعيم عاصمة ولاية نواكشوط الغربية، التي تعد أفقر مناطق نواكشوط اذ تضم تسعة من أحياء الصفيح تشكل ساكنتها نسبة 40 % من مجموع سكان البلدية البالغ عددهم 142.42 ألف نسمة بحسب احصائيات مقدمة من طرف محمد الامين بويا العمدة المساعد لبلدية دار النعيم يعيش حوالي ثمانية آلاف منها في حي لمغيطي وحده معظمهم من الوافدين من الداخل الموريتاني بفعل تتالى موجات الجفاف التي ارغمت سكان القرى على النزوح باتجاه المدينة.
انعدام الطرق المعبدة يصعب عبور عربات الماء الى أطراف الحي ويرفع سعر البرميل
تعاني المواطنة ( بتة) لكونها تعيش في أطراف الحي من صعوبة وصول الماء لها بسبب وعورة الطريق المؤدي اليها ،وهو مايدفع الموزعين الى الحرص على تفريغ حاوياتهم في نقاط أقرب من نقطة التعبئة وبالتالي تشتكي هي من ندرة الماء و رفع سعره من طرف اصحاب عربات الحمير الموزعين الأساسيين للماء في الحي
على الطرف الآخر من الحي تبدأ يوميات موسى شاقة في رحلته لاستجلاب الماء الذي يعمل كمورد له حيث يشتريه من الحنفيات الخاصة بالتجار، ويزعه داخل الحي بسعر يصل الى العشرة أضعاف بمجرد نقله على مسافة تمتد الى أكثر من كيلومتر في طرق رملية صعبة ويرى موسى ان صعوبة الطريق هي السبب في رفع الاسعار اذ تتدرج حسب المسافة التي يقطعها بعربته من ستة اضعاف في النقطة الأقرب للحنفية الى عشرة وربما الى عشرين في النقطة الاقصى بحسب اختلاف الفترات الزمنية من الصيف الى الشتاء ومن ندرة المياه الى توفرها أي ان المواطن العادي في أقصى نقطة من الحي يشتري برميل الماء في الظروف العادية ب 500 وقية أي أكثر من واحد يورو.