Print this page
30
كانون2/يناير

رحلة البحث عن الأحجار الكريمة في صحراء المغرب

عندما تسمع عن خروج مجموعة من الأشخاص في رحلة في صحراء المغرب قد يتبادر إلى ذهنك أنها مجرد رحلة صيد أو سفاري أو حتى رحلة للبحث عن الذهب، ولكن الرحلة التي نقصدها نوع فريد من الرحلات يخرج فيها عدد كبير من أبناء الصحراء غير آبهين بالمخاطر التي تنتظرهم في رحلتهم التي تمتد لشهور بحثا عن "الكنز" أو بشكل أوضح الأحجار الكريمة التي تسقط من السماء في صحراء المغرب.

 

وعلى بعد أكثر من 300 كيلومتر إلى الشرق من مدينة العيون في الصحراء، يتوجه العشرات من سكان الصحراء في رحلات تمتد لأشهر بحثا عن تلك الأحجار التي تغير مجرى حياة من يجدها.

 

"أصوات الكثبان" تحدث مع عدد من المغامرين فأخبرونا عن تجاربهم في البحث عن تلك الأحجار والربح الذي تدره على من يصادفه الحظ في العثور عليها.

 

يكشف لنا محفوظ سركوح أحد سكان مدينة العيون، السبب الذي دفعه لخوض تلك الرحلة الخطرة فيقول " في البداية كنت أعيل أسرتي من العمل اليومي في المعامل والبناء وإلى ما غير ذلك من مهن، ولكن عندما سمعت قصة راعي للغنم وجد حجرة من الأحجار التي تتساقط من السماء وباعها بما يزيد عن 160 مليون سنتيم ، قررت حينها أن أقوم بدوري مع عدد من الأصدقاء برحلات موسمية للبحث عن حجر لعله يجعلني أعيش حياة الأمراء ".

 

 

ويقول محفوظ، البالغ من العمر 65 عاما وهو أب لأربعة أطفال " أنا لم أجد قط حجرة و لكنني آمل أنني سأجده يوما من الأيام لأن الكثير من الأشخاص قد عثروا عليه وتحدوا مخاطر الألغام التي أزهقت كذلك عددا آخر من الأرواح ".

 

ويضيف محفوظ " نحن نشاهد في السماء سقوط حجر ويأتينا كذلك خبر من صديق أو آخر يفيد أن الحجر قد سقط في منطقة (تيرس) أو نواحي (السمارة) ونعد لذلك ما استطعنا من العدة من أرز ودقيق وماء وعدس وفول والخيام، كما نحمل عددا كبيرا من براميل الوقود متن سيارة من طراز لاند روفر ثم نودع الأهل وننطلق في رحلتنا التي تتراوح ما بين شهر و3 أشهر حتى نهاية المؤونة التي نحملها".

 

وأوضح محفوظ "قد نعود خاوين الوفاض أو نستغل الرحلة أحيانا في البحث عن ( الترفاس)، نوع من الخضروات ينبت بالصحراء، يباع بـ 300 درهم (27أورو) للكيلوغرام".

 

ورغم مخاطر تلك الرحلات التي راح ضحيتها عدد كبير من المغامرين بسبب الألغام يأمل محفوظ في العثور على الأحجار لبيعها والحصول على ملايين تجعل أبناءه يلتحقون بمدارس خاصة وتوفر لهم عطلة صيفية بأحد الشواطئ الجميلة".

 

سيد أحمد الغويتي صديق محفوظ الذي يقتسم معه جزءا من معاناة الرحلة في عمق الصحراء يحدثنا وهو يجلس إلى جانب صديقه بمقهى شعبي فيقول " رحلتي مع محفوظ أصبحت جزءا من حياتي و حلم العثورعلى حجر من الأحجار المتساقطة من السماء هو حلم نتشاركه نحن الاثنان وسنعثر عليه بإذن الله في الرحلة القادمة".

 

وأضاف سيد أحمد "نعاني في الرحلة من خطورة الألغام التي لم تكلف الدولة نفسها في يوم من الأيام باتخاذ أي مبادرة لتطهير الصحراء منها أو حتى التحذير من وجودها. أخاف يوما من الأيام أن ينتظرني أبنائي ولا أرجع لهم بسبب الألغام".

 

وعن مصاريف الرحلة، يقول سيد أحمد " نتقاسم مصاريف الرحلة أنا ومحفوظ و 3 أصدقاء آخرين ثم نشد الرحال وسط الصحاري لعلنا نجد يوما من الأيام حجرا".

 

تحدث "أصوات الكثبان" أيضا إلى، إبراهيم أو هكذا يدعو نفسه، وهو رجل في الستين من عمره حالفه الحظ ووجد إحدى الأحجار الثمينة في جوف الصحراء.

 

 

ويقول إبراهيم، في ريبة من أن نكون من أجهزة الدولة التي تبحث عن مهربي الأحجار، إن "الأحجار أنواع وكل نوع بثمنه (دوزونيت، والقمرية الاوكريت، وكوندريت وميتيوريت الكربونيت.)، فمنها ما يباع بالكيلو و منها ما يباع بالغرام".

 

ويوضح إبراهيم أن البحث عن الحجارة المتساقطة من السماء موسمية فقط و ليس طوال الوقت معددا المناطق التي تساقطت فيها الحجارة بالصحراء وهي مناطق بالصحراء "سبيطة نواحي مدينة الداخلة، ومنطقة بير عباس، ومنطقة حفرة ظمران، ومدينة طاطا شرق المغرب".

 

قصة الحجر الذي يتساقط من السماء يعيد إلى أذهاننا الذهب الإفريقي الذي كان يهرب إلى أوروبا من خلال عصابات مافيا كبيرة، فالطريقة التي يباع بها الحجر ليست مختلفة عن الذهب فهو يباع، حسب قول إبراهيم، إلى "سماسرة محليين يشترونه بثمن قليل ليعاد بيعه إلى عصابات كبيرة من دول مختلفة يقومون بتهريبه من المغرب".

 

ولعل أشهر الأحجار التي سقطت بالمغرب و أغلاها هو الحجر الذي سقط بقرية "تيسنت" بصحراء طاطا الواقعة شرق المغرب وهو الحجر الذي أرسله الفلكيين المغاربة إلى مختبرات بالولايات المتحدة الأمريكية ليخلصوا إلى أنه حجر سقط من المريخ بسبب اصطدام جسم بكوكب المريخ تمخض عنه انفجار أسفر عن تطاير شظايا الكوكب الى الفضاء.

 

حسن بوتوميت