Print this page
11
كانون2/يناير

قطاع الصحة يعاني بالعيون !

بكثافة سكانية تكاد تتجاوز 238 ألف نسمة حسب إحصاء سنة 2014 ومساحة 23.910 كلم مربع، مدينة العيون تتوفر فقط على مستشفيين، في غياب تام للقطاع الطبي الخاص !

مستشفى مولاي الحسن ابن المهدي الذي يضم قسم المستعجلات الوحيد بالمدينة و الفحص العام، ومستشفى الحسن الأول للاختصاصات بتجهيزات آلية كئيبة ومتهالكة !

طارق شاب يحكي معاناته قائلا: " أحسست في يوم بضيق في صدري أدى إلى اختناق نسبي، مما حمل والدتي وأخي إلى أخذي إلى مستشفى الحسن ابن المهدي، لأخضع لتزويد بالأكسجين، حيث أمرت الطبيبة المعالجة بإعطائي إبرة للعلاج، وقد نفذت الأمر ممرضة متدربة .. أحسست مباشرة بعدها برجلي مخدرة... لم أعد أحركها منذ ذلك اليوم ! و منذ ذلك الحين وأنا أتنقل من طبيب لأخر دون نتيجة ودون أن تعود إليَّ حركة رجلي !"

بسوق المدينة المسماة "الرحيبة" يقف رجل، إلى جانبه آخر يفترش الأرض وعلى رجله ضمادة طبية.. يتجمع حولهم حشد صغير من البشر. إقتربنا لاكتشاف حقيقة ما يقع. يقول الواقف: " لقد أخذت صديقي صوب مستعجلات مستشفى إبن المهدي بعد تعرضه لحادث سير. رجله منتفخة و يبدو أن عظمها مكسور، الطبيبة المعالجة هناك نظرت إليه بسرعة لا تتناسب مع مصابه، وأخرجته من المستشفى بدعوى أنه لا يعاني من أي شيء... أنا البائع البسيط و أنتم يا مارة تلحظون ورم رجله والطبيبة لم تلحظ شيئا !"

قد يكون امتناع الطبيبة عن إبقاء المريض بعد فحصه راجعا لقلة الأَسِرَّة بالمستشفى وكثرة المرضى الوافدين، حيث يتوفر مستشفى الحسن ابن المهدي على 225 سرير، و مستشفى الحسن الثاني للاختصاصات يتوفر على 100 سرير فقط، في مقابل كثافة سكانية تجاوزت مئات الآلاف كما سلف الذكر، تحج إليهما كافة الساكنة، ناهيك عن كونهما أقرب نقطة طبية لباقي مدن الأقاليم الجنوبية من المملكة المغربية، و التي تتجاوز مساحتها في المجمل الخمسين بالمئة من مجموع التراب الوطني !

المدير الجهوي لقطاع الصحة يرسم الوضع الصحي بريشة وردية لا تعكس الوجه الشاحب للحقيقة، مما ينتج عنه تصادم دائم بينه وبين منتخبي المجالس المشرفة على تسيير المدينة والجهة في كافة دوراتها، والتي صارت الصحة، نقطة دائمة الإدراج نظرا لاستياء الساكنة المتواصل منها.

فمتى ستستقيم صحة القطاع المسؤول عن صحة الساكنة؟