Print this page
22
آذار/مارس

"تاسكوين" بتارودانت.. رقصة "رجولية" ذات عمق تاريخي عريق

على إيقاع رقصات فنية متناسقة الألوان والآلات والحركات، وبزي فني أمازيغي عريق، تحاول مجموعة تاسكوين بتارودانت ـ نواحي سوس ـ إعادة إحياء رقصة رجولية، عبر أدائها في مختلف المهرجانات المحلية والمناسبات الفنية حفاظا عليها من الاندثار.

"تاسكوين كلمة أمازيغية بصيغة الجمع المؤنث ومفردها "تيسكت"، وتعني القرن باللغة العربية، حيث يؤدي هذا الأخير وظيفتين الأولى هي وظيفة الكرم الجمالي، يوضع على أكتاف الرجال فوق اللباس لتأدية هذه الرقصة الأمازيغية الرائعة، وفي الوقت نفسه هو سلاح للطوارئ يستعمل قديما لوضع البارود"، هكذا يوضح مولاي الحسن الحسيني، عضو بمجوعة تاسكوين بتارودانت، دلالة هذه العبارة الفنية.

ويضيف الحسيني، أن رقصة أحواش تاسكيوين "تعتمد على الحركات الرياضية القوية التي تمارس بها، ويبدأ تميزها من اللباس ومظهر الراقص الذي يحمل رموزا من ذلك "الإسك" الذي يكون على شكل الهلال، كما أنها لا تطعم إلا بقليل من الإنشاد الذي يسمى "تاروزي" تكسيرا للإيقاع ولا تعتمد على الحوار".

ويشير إلى أنها "لا تعم كل المناطق المغربية، وإنما توجد في القبائل الجبلية بالسفوح الشمالية والجنوبية للأطلس الغربي وتحديدا من أمسكرود بنواحي أكادير إلى تيشكا القريبة من ورززات".

وعن ظروف نشأة الرقصة، يقول المتحدث ذاته، "إنها نشأت في ظروف تاريخية كانت فيها هذه المناطق الجبلية أنداك معرضة للهجوم الأجنبي بجهة الشواطئ الغربية خصوصا الهجوم البرتغالي في حوالي القرن 13 ميلادي تقريبا، إذ نشأت في وقت ظهر فيه البارود كسلاح ناري، يتم توظيفها في الأسلوب الحربي توظيفا فنيا للإمتاع، وفي الوقت نفسه استعدادا لكل مباغتة من جهة العدو".

وبالنسبة للباس، يوضح الحسيني، أنه "يبدأ من أعلى الرأس الذي توضع عليه الرزة البيضاء، حيث يرتدي الراقص فوقيتين أو فرجيتين، كما يرتدي كذلك حزاما ومجدولا، علاوة عن "تسكت"، بالإضافة إلى السروال البلدي والبلغة الصفراء وشكارة الجيراس مع العجدول الذي يسمى "ازمزري" وهو يشكل تقاطعا على جسم الراقص على مستوى الصدر".

وفيما يخص عدد الأفراد الذين يؤدون رقصة تاسكوين المشهورة بالجنوب، أكد مولاي الحسن، أنه غير محدد، مستطردا، "لكن يستحسن أن لا يتجاوز عددهم عشرة أفراد لأنه كلما قل عددهم ـ حسبه ـ إلا وظهرت الرقصة في أبهى حلة لإمتاع العين المشاهدة".

ويعتمد أعضاء فرقة "تاسكوين" على آلات من قبيل "أزواي" والناي "العواد" والطعريجة في أداء هذه الرقصة الرائعة التي تحمل دلالات حربية في عمقها..

وبعدما كادت الرقصة أن تندثر، بحسب ما أكده مولاي الحسن، "فإن مجموعة تاسكوين بتارودانت تعمل على إبرازها وإحيائها من جديد، "وذلك بفضل الدور الذي يقوم به أفراد المجموعة في إبراز هذه الرقصة الجميلة التي يعتزون بها"، رغم أنه يشير إلى أنها "تواجه عدة إكراهات مادية مرتبطة بحاجة الراقصين إلى ألبسة متجددة، وإلى مصاريف التنقل لإحياء المهرجانات الفنية المحلية".