"محمد لهموري"، ناشط في المجتمع المدني بدوار(قرية صغيرة) "إشباكن" بإقليم "ورزازات" ، أكد أن الطريق مقطوعة في وجه ساكنة دواوير "أمزري "و"إشباكن" و"تكزيرت" و"تسكيوالت" و"تساوت"، التابعة لعمالة ورززات (جنوب شرق المغرب)، منذ مساء الخميس 19 يناير/ كانون الثاني 2017، وذلك بفعل التساقطات الثلجية الكثيفة.
انقطاع الطرق
وأفاد "الهموري"، في اتصال هاتفي مع مراسل "أصوات الكثبان"، بأن سائقي العربات يجدون صعوبة كبيرة في الخروج من هذه المناطق والتحول إلى مناطق أخرى مجاورة بفعل تراكم الثلوج على الطرقات ، وهو ما اضطرهم إلى استعمال المجارف لإزاحة الثلوج بعد أن عجزت كاسحة الثلج الوحيدة المتوفرة بالمكان على فتح كل المسالك.
وبنبرة حزينة مطبوعة بالحسرة والألم، أضاف "الهموري" أن ساكني هذه القرى يعيشون في عزلة بعد انقطاع الخدمات عنهم واضطرار العديد من المدارس الى إغلاق أبوابها بفعل البرد الشديد هذا فضلا عن كون أغلب السكان من الطبقات الفقيرة والتي باتت في امس الحاجة إلى مساعدات عاجلة خاصة من الأغطية والأدوية .
ساكنو دوار "إشباكن" قاموا بعدة مسيرات احتجاجية خلال السنوات الماضية ، من أجل إنجاز وتعبيد طريق تربط "ورزازات" بـ"أزيلال" ، بما سيمكن من فك العزلة عن سكان هاتين القريتين اللتين يسكنهما أكثر من 1600 نسمة".
دواوير معزولة
وبمجرد تساقط الأمطار أو الثلوج بهذه المناطق وفي ظل عدم تعبيد عدد من الطرق والمسالك التي تصل بين قرى إقليم ورززات، يضطر ساكنو المرتفعات إلى البقاء في منازلهم محاصرين لأيام أو لأسابيع، وفق ما صرح به محمد مطيع، رئيس جمعية "تسكيوالت" للتنمية بإقليم ورزازات.
وأبدى مطيع استغرابه من عدم تمكن مواطني المناطق المتضررة بإقليم "ورزازات" ، من الاستفادة من مساعدات مؤسسة محمد الخامس للتضامن (مؤسسة تضامنية اجتماعية) ومن المستشفى العسكري (مركز طبي تابع للجيش المغربي)، على غرار أقاليم "ميدلت" و"إفران" (مناطق متضررة من الثلوج)، رغم أنهم في أمس الحاجة إليها.
مطالب بمساعدة الأهالي
يقول الصحافي لحسن ساكور، إن الأهالي بإقليم ورززات يعيشون عزلة قاتلة طيلة السنة، وتأتي الثلوج لتعمق عزلة ساكنة المنطقة، التي أشار إلى أنها تعرف غيابا كبيرا في البنى التحتية، من طرقات ومستشفيات ومراكز للرعاية الصحية.
وأكد ساكور (23 عاما) الذي ينحدر من مدينة ورززات بدوره، أن التساقطات الثلجية الكثيفة التي تعرفها المنطقة كل سنة، يضطر معها السكان أحيانا إلى المكوث في منازلهم لمدة قد تصل إلى شهر، يئنون تحت وطأة الثلوج المتراكمة ونزلات البرد الحادة.
واعتبر المتحدث ذاته، أن الدولة مطالبة بالتدخل لفك عزلة هذه المناطق، وذلك بإقامة مستشفيات ميدانية لتقديم العلاجات الضرورية للساكنة، وتقديم مساعدات غذائية في أفق تعبيد المسالك الطرقية لهذه المناطق التي تعاني من الفقر والهشاشة وانتشار الأمراض.
تنبيهات وزارة النقل
وأعلنت وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، عن أن تساقطات ثلجية مهمة أدت إلى قطع الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين "ورزازات" و"مراكش" على مستوى "تيزي تيشكا"، منبهة مستعملي الطريق بضرورة "استعمال إطارات العجلات الخاصة بالثلوج ومراقبة ضغط العجلات والكوابح وتفقد الإضاءة، وماسحات الزجاج ومياه غسل الزجاج وحالة المكيف والتزود بالوقود الكافي".
وشددت الوزارة في بلاغ لها على ضرورة احترام السائقين لعلامات التشوير والحواجز الثلجية والامتثال لتعليمات السلطات المحلية وفرق الوزارة الموجودة بصفة مستمرة على المحاور الطرقية المعنية قصد ضمان أوفر ضمانات السلامة خاصة أثناء تنظيم حركة السير عبر القوافل مع التحلي بالصبر وتفهم عمل فرق إزاحة الثلوج.
ودعت الوزارة كافة السائقين إلى احترام مسافة الأمان بين المركبات وعدم الإفراط في السرعة وتجنب أيّ تجاوز ومناورة مفاجئة، بالإضافة إلى ضرورة التزود بالمؤونة اللازمة والأغطية تحسبا لأيّ طارئ.
تحذيرات الأرصاد الجوية
وكانت مديرية الأرصاد الجوية المغربية قد حذرت في نشرة خاصة أصدرتها من انخفاض كبير في درجات الحرارة ابتداء من يوم الخميس 19 إلى غاية الأحد 22 يناير/ كانون الثاني 2017 في عدد من مناطق المغرب.
وأوضحت المديرية، في نشرتها، أن الأمر يتعلق ب"ميدلت"، و"تنغير"، و"أزيلال"، و"الحوز"، و"بني ملال"، و"بولمان"، و"إفران"، حيث كان يتوقع أن تنخفض الحرارة الى مستويات قياسية تصل الى 11 درجة تحت الصفر.
محمد لهميش