لذا، عُدّت كتنبيه حادثة انفجار السّيّارتين يوم 08 سبتمبر قرب مقرّ المجلس الرّئاسي بالنّسبة الأولى وقرب وزارة الخارجيّة بالنّسبة للثّانية وحذرت الحكومة الموقتة من انتشار التطرف والإرهاب بالعاصمة طرابلس في ظل انعدام الأمن بسبب عدم وجود جيش وشرطة «حقيقيين بالعاصمة طرابلس، وعدم حل الميليشيات المسلحة، واحتضان العناصر الفارة من طائلة الجيش الليبي والأجهزة الأمنية في بنغازي»، ودانت عمليات التفجير الأخيرة هذه.
وقالت الحكومة الموقتة في بيان أصدرته إثر التّفجيرات : «إن تنفيذ هذه الجماعات الإرهابية مخططاتها ضد أبناء الشعب الليبي ما هو إلا نتاج لتهاون من انجرّوا وراء نوايا تسعى إلى تقسيم البلاد». كما دعا البيان أبناء الوطن كافة إلى الالتفاف حول مؤسستي الجيش والشرطة ونبذ التطرف والإرهاب، والتصدي للمجموعات المسلحة الخارجة عن القانون بأشكالها كافة.
المجلس الرّئاسي أدان هو الآخر التّفجيرين وقال عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني:" لا بد ان يكون لدى المواطنين حس امني وان ينتبهوا لوجود اي جماعات مشبوهة او سيارات مركونة بشكل يثير للشبهات"، موضّحا :"نحن بحالة نفير حقيقي بعد الذي حدث من تفجير و لا بد من تبادل الخبرات مع الدول الاخرى بخصوص العمل الاستخباري".
ونبّه الكوني إلى أنّه يجب ان يعرف المواطن كيف يحصن نفسه وعائلته ومنطقته من الجماعات الارهابية مقرّا بأنّ المجلس الرئاسي هو الجهة العليا المسؤولة عن ادارة الدولة ومن الطبيعي ان تستهدفه الجماعات الارهابية.
كما لفت الانتباه إلى أنّ ليبيا ستحتاج في الفترة القادمة إلى الكثير من رجال الامن والتكنولوجيا لحماية كل المناطق كالوزارات والمستشفيات والاسواق معترفا بأنّه: "حتى الآن ليس لدينا معلومات عن الجهة التي قامت بالتفجير أو ما الهدف منه وهذا سابق لأوانه. وهذا يعني أنّنا لا نستغرب وجود خلايا نائمة لداعش في طرابلس او أي مدن اخرى في ليبيا، فإذا كانت العملية من داعش فهي محاولة يائسة بعد اندحروا بسرت ولن يستطيعوا ان يعودوا الى سابق عهدهم".
وفي خاتمة حديثه، أوصى الكوني اللّيبيّين بأن يكونوا حذرين وبأن يحموا أرواح الليبيين قدر الإمكان، موضّحا أنّه لا يعتقد أنّ لهذه العمليات علاقة بالمفاوضات التي تحدث في تونس فالتّرتيبات الأمنيّة قائمة بعملها والمجلس الرئاسي ليس محسوبا على جهة على حساب جهة اخرى وليس لدينا خلاف مع احد عدا الإرهابيّين.
من ناحيّته، وضّح الناطق باسم الإدارة العامة للأمن المركزي طرابلس عصام النعاس أنّ أضرار الانفجار هي اضرار مادية طفيفة جدا، مضيفا: " نحن بانتظار التّقارير لنعرف نوع التفجير وكيفية حدوثه. طريقة التفجير تعتبر بدائية وكمية المتفجرات قليلة جدا.. الهدف من هذه التفجيرات هو خلق اضطراب في الحالة الامنية في طرابلس ونحن بانتظار التقارير للاستنتاج وتحديد طرق المواجهة.
في الأثناء تتواصل مساعي دول الجوار لإيجاد حلّ للملفّ اللّيبي في إطار مسار دعم حكومة الوفاق فقد اتفق الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل ، مع وزير الخارجية الليبي المفوض ونظيريه التونسي والسوداني على مواصلة دعم المجلس الرئاسي لمواجهة مختلف التحديات وتمّ ذلك على هامش أشغال دورة مجلس الجامعة على المستوى الوزاري بالقاهرة يوم 08 سبتمبر.
كما أكد المجلس الوزاري العربي التزامه بمساعدة الأشقاء الليبيين على تجاوز الوضع الراهن، وذلك من خلال تعيين ممثل خاص للأمين العام للجامعة العربية في ليبيا، بغية متابعة الأوضاع وإجراء الاتصالات مع مجلس النواب ومختلف أطراف المشهد السياسي والاجتماعي في ليبيا، وكذلك الأطراف الدولية المعنية بالشأن الليبي قصد المساعدة على تجاوز الصعوبات التي تحول دون تقدم مسار الحل السياسي.
وفي سياق متّصل، ذهب إلى الجزائر أحمد معيتيق، نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وذلك يوم السبت 10 سبتمبر. وبحث معيتيق مع مسؤولين جزائريين في ملفات سياسية وأمنية تهم البلدين. وحسب محيط الطّرفين فقد تركّزت الزّيارة على بحث ثغرات المسار السياسي، ومجالات تطور الأوضاع الأمنية في ليبيا، خاصّة وأنّ الجزائر تسعى إلى لعب دور مستقبلي لردم الهوّة بين أطراف الصراع في علاقة بالزيارة الأخيرة الّتي قام بها إلى الجزائر المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر.
وقد أكّد كوبلر على ضرورة الاستفادة من التجربة الجزائرية في مجال المصالحة الوطنية بين الليبيين، «مما سيمكنهم من التطلع إلى مستقبل أفضل»، موضحًا أن «ذلك لن يتم إلا من خلال وعي جميع الليبيين برهانات المستقبل وليس النخب فقط».
فمخاطر المضاعفات الأمنيّة في طرابلس مرتبطة بقدرة الأطراف اللّيبيّة على حشد الدّعم للتّوافق واجتناب المواجهة.