وتقول كذلك الأخبار الواردة من جبهة القتال أن القوات الليبية التابعة لحكومة الوفاق الوطني «عمليّة البنيان المرصوص» اكتشفت وجود سجون سرية داخل منازل مهجورة قرب الحي الصناعي بمدينة سرت حيث اعتقل التنظيم أسرى في ظروف «مزرية».
وقال أحد المقاتلين ويدعى معاوية لـ«أصوات الكثبان» أنّ زملاءه من خليّة المساندة وجدوا مجموعة مكوّنة من تسعة سجناء داخل مبنى تحت الأرض استعملته داعش كسجن. جميع السّجناء من أجدابيا وراس الأنوف وكانوا في ظروف صحية سيئة للغاية وعلى وشك الموت، حسب معاوية الّذي لفت نظر الجميع إلى أنّ المساجين تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة والتجويع حيث لم يحصلوا على المياه أو الغذاء. ويرجح معاوية أن يكون «داعش» قد نقل عددًا من المساجين قبل مغادرته الحي قبل أسبوع.
ووُجد الأربعة ليبيين داخل زنزانة صغيرة بالكاد تسع لسرير واحد في ظروف غير إنسانية وفي ظلام دامس دون فتحات تهوية سوى مروحة صغيرة متهالكة، ولا وجود لدورات المياه.
ويضم السجن حوالي سبع زنزانات وخمسة أسرة فقط، ويسع لأكثر من ثلاثين سجينًا. وتحاط حوائط ونوافذ السجن بإجراءات أمنية مشددة وأسلاك لمنع المساجين من الهرب، إضافة إلى وجود نظام داخلي للمراقبة وكاميرات.
ووجدت القوات كتبًا مكتوبة بالإنجليزية وأدوية مختلفة بينها الأنسولين، وأوراق مدون بها دروس إسلامية ودروس باللغة العربية، في تأكيد على وجود مقاتلين أجانب ضمن صفوف التنظيم، وأن «داعش» أجبر المساجين على تعلم اللغة والدين. وتضمنت بعض الأوراق معلومات عن تغيير جلسات الاستجواب، وتفاصيل وتواريخ احتجاز ثلاثة أطباء هنود.
وتزامنت تلك المعلومات والتواريخ مع واقعة اختفاء أربعة مدرسين وأطباء هنود عقب احتجازهم في نقطة تابعة لـ«داعش» في سرت شهر يوليو الماضي، بينهم اثنان من المسلمين تم إطلاقهما، واثنان هندوس محتجزان حتى الآن.
ونقل مراسل أصوات الكثبان كيف أن أحد سكان سرت ويدعى أبو سليمان ذكر أن «(داعش) لم يستخدم السجون السرية في المدينة لأن الجميع يعرف مكانها لكنه أنشأ سجونًا بديلة سرية داخل المنازل التي سيطر عليها»، لافتًا إلى اختفاء مئات من سكان المدينة منذ سيطرة التنظيم عليها العام الماضي ولم يُعرف مصيرهم حتى الآن.
وحققت قوات «البنيان المرصوص» تقدمًا أمام تنظيم «داعش» في سرت ويحاصرون المدينة لتضييق الحصار على التنظيم. وقال القائد الميداني في منطقة زعفران، محمد عيسى، إن المساحة التي يسيطر عليها «داعش» داخل سرت لا تتجاوز 18 كلم مربع.
مصنع متفجرات
وإلى جانب السجون السرية، كشفت القوات الليبية مصنعًا استخدمه التنظيم لإعداد وصنع المواد المتفجرة في منطقة الأقواس، حيث صنع التنظيم سيارات مفخخة وأجهزة متفجرة وقنابل يدوية.
وقال جندي يدعى إبراهيم: «وجدنا عددًا كبيرًا من المتفجرات من النوع المستخدم في السيارات المفخخة. فالمكان بمثابة المخزن الرئيس للأسلحة حيث صنعوا متفجرات من المعادن القديمة».
وتابع: «وجدنا معادن خردة استخدمها (داعش) في السيارات المفخخة لزيادة الشظايا الناتجة عن الانفجار وجعله أكثر فتكًا وتحقيق أكبر قدر ممكن من الخسائر والإصابات».
واعتمد التنظيم بشكل كبير على استخدام الألغام الأرضية والتفجيرات الانتحارية وعبوات ناسفة لصد تقدم قوات «البنيان المرصوص» مما أسفر عن مقتل 210 جنود وإصابة نحو ألف آخرين.
واعتمد التنظيم على متخصصين في صناعة الألغام والعبوات والمواد المتفجرة، وهم إما قادمون من خارج ليبيا أو تلقوا تدريبات مكثفة داخل الدولة، وتعد الألغام والمواد المتفجرة من أهم المخاطر التي تواجه القوات الحكومية في قتالها ضد التنظيم، وفق التقرير.
وقال جندي من مصراتة يدعى عبداللطيف: «لم نر مثل تلك المواد من قبل، التنظيم يستخدم متخصصين في صنع القنابل والمتفجرات ولسنا معتادين على التعامل معها».