وكانت جمعية الهلال الأحمر الليبي قد تلقّت إخطارًا يوم الخميس 2 جوان 2016 من سكان مدينة زوارة بوجود جثث على شواطئ المدينة التي تبعد عن العاصمة طرابلس حوالي 120 كم غربًا، وتبعد نحو 60 ك
م عن حدود تونس. وقال الناطق الرسمي للهلال الأحمر الليبي محمد المصراتي، إن فريق إدارة الجثث بالجمعية انتشل 117 جثة، قذفت بها الأمواج إلى شواطئ المدينة، وكان من بين الجثث جثامين 70 امرأة و5 أطفال، تعود جنسياتهم إلى أصول أفريقية، مؤكدًا أن الجهود لا تزال مستمرة بحثا عن المزيد من الجثث.
وأضاف المصراتي أنه يعتقد بحسب المعلومات الأولية أن الضحايا كانوا على متن قارب بالقرب من مدينة زوارة، وأنه كان يحمل 150 راكبًا، لم يتم العثور على ناجيين منهم حتى الآن. وأكد المصراتي أنه رغم ضعف الإمكانيات اللازمة، والتحديات الصعبة التى تواجه عمل الهلال الأحمر الليبي، إلا أن التزام الجمعية بالعمل الإنسانى مع كافة المحتاجين، كان الدافع الأكبر لعمل الجميعة في تلك الظروف العصيبة.
كما أعرب الناطق الرسمي للهلال الأحمر الليبي عن اعتقاده بأن ارتفاع درجات الحرارة وهدوء البحر، قد يتسببان في ارتفاع وتيرة «قوارب الموت» التى تحاول العبور من ليبيا إلى دول أخرى على حوض البحر المتوسط، فضلًا عن أن مستقلي تلك القوارب لايجيدون في معظمهم السباحة، ولا يتحصنون بارتداء سترات النجاة، ويتكدسون في زوارق مطاطية متهالكة أو سفن صيد قديمة.
تجدر الإشارة إلى أن ليبيا وسواحلها الممتدة بطول 1770 كلم على البحر المتوسط، باتت نقطة انطلاق محورية للمهاجرين إلى أوروبا، نتيجة عدم ضبط الحدود، وإمكانيات جهاز خفر السواحل الضئيلة؛ ويحاول المهاجرون الوصول إلى جزيرة «لامبيدوزا» الإيطالية، التي تبعد عن السواحل الليبية بأكثر من 300 كلم.
وكان مجلس زوارة البلدي قد استهجن ظهور جثث مهاجرين غير شرعيين بأحد شواطئ المدينة، يوم الخميس 2 جوان. وقال المجلس في بيان نُشِر في نفس اليوم : «إن المهاجرين كانوا يستقلون مركبًا انطلق من إحدى المدن المجاورة قاصدًا أوروبا». وأضاف البيان أن المدينة لم تنجُ من تحمّل استمرار الهجرة غير القانونية في المناطق القريبة، مشيرًا إلى أن انتشار هذه الظاهرة يشكل هاجسًا وخطرًا حقيقيًّا على المنطقة.
وحمَّلت البلدية «المسؤولية كاملة للجهات المختصة في ليبيا والمنظمات الدولية نظرًا لصمتهم وعدم تقديم يد العون، خصوصًا وأن المدينة تفتقر إلى الإمكانات لمعالجة هذه الظاهرة.
ودائما في سياق ضحايا الهجرة عبر المتوسّط، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن معلومات أكدت ظهور جثامين أمام السواحل الليبية تعود لضحايا حادث مركب مهاجرين غير شرعيين غرق في المنطقة المتاخمة للمياه الإقليمية المصرية واليونانية، مشيرةً إلى استمرار المتابعة والتنسيق مع السلطات الليبية واليونانية على مدار الساعة للوصول إلى المزيد من المعلومات المدققة والإعلان عنها، تمهيدًا لاتخاذ ما يلزم. وكانت منظمة الهجرة الدولية أعلنت أمس الجمعة أن 700 شخص على الأقل كانوا على متن القارب الغارق قبالة جزيرة كريت اليونانية. وأعلنت القوات المسلحة المصرية أنها تلقت نداء استغاثة بوجود مركب هجرة غير شرعية بالبحر المتوسط، شمال غرب السلوم من الشواطئ المصرية يتعرض لأمواج شديدة.
تراجيديا رهيبة يعيشها المهاجرون السرّيّون الّذين يغامرون بحياتهم من أجل مستقبل أفضل وخفر السّواحل في عديد الدّول المعنيّة الّذين يحاولون الحدّ من هذه الظّاهرة الّتي تنتعش منها دون عقاب عصابات المتاجرة بالبشر في دول مثل ليبيا.