النقص في الخدمات الصحية ترافق مع تدني الوضعية المادية للأهالي الذين لا تتوفر لديهم الموارد المالية الكافية لتغطية مصاريف العلاج والدواء في ظل وضع معيشي انخفضت فيه المرتبات وانحسر فيه النشاط الاقتصادي على الرعي. زد على ذلك نقص كميات الوقود وارتفاع أسعارها في السوق السوداء ما أثقل كاهل الأهالي وتسبب في الكثير من المشاكل للسكان.
احمد مثالي (25 عاما) هو أحد سكان المدينة. يقول انه اضطر لنقل والدته لطرابلس، التي تبعد 1500 كيلومترا، للعلاج في أحد المصحات الخاصة' رغم تكلفة العلاج الباهضة جدا ، ويضيف " لو توفر لدى مستشفى غات الاطار الطبي المتخصص والتجهيزات الطبية الضرورية لما اضطررت الى الذهاب لطرابلس."
في نفس السياق اكد الطاهر محمد ان علاج زوجته في العاصمة طرابلس كلفه أكثر من 6 الاف دينار مبينا ان ما اضطره لذلك خوفه على حياة الجنين وعلمه ان قسم الولادة بمستشفى غات شهد أربعة حاﻻت وفاة نتيجة عدم وجود طبيب مختص في التوليد وحاضنة للأطفال.
وتابع الطاهر ان الخوف نفسه هو الذي حمل والدته الى الذهاب الى طرابلس رغم علمها المسبق بغلاء تكلفة العملية وارتفاع اسعار الايجار في طرابلس.
مدير المستشفى حمزة عنبي قال لموقع "صوت الهضاب" : إن عدم وجود اطارات طبية ذات كفاءة في بعض التخصصات التي تمثل العمود الفقري للمشفى سبب لنا العديد من المشاكل ولهذا لجأنا الى منظمات المجتمع المدني قصد جلب أطباء زوار لتقديم الخدمات الصحية لسكان هذه المنطقة المعزولة".
وشدد عنبي على "ان الإدارة لم تقصر في مهامها بالرغم من عدم حصولها على أي اعتمادات من الميزانية منذ سنة 2013 وهي تسعى جاهدة لمطالبة وزارة الصحة بالتدخل العاجل لحل هذا العجز."
وفي تصريح لنفس الموقع أوضح لؤي القشاش رئيس جمعية المواساة، التي تزور غات هذه الايام، أن " حالات المرضى في تزايد مستمر بعد توافد النازحين من المدن المجاورة وانقطاع الطرق التي تربطها بها ويقترح لؤي لذلك ايجاد اليات تنسيق اكثر نجاعة مع وزارة الصحة لتسيير العديد من القوافل الطبية وتوفير أطباء دائمين.
ويقتصر الاطار الطبي الموجود على بعض القادمين من كوريا الشمالية الذين تنقصهم الخبرة رغم اضطرارهم الى القيام بأعمال عديدة في جميع التخصصات وهذا امر غير طبيعي على حد تعبيره فالحالات كثيرة وغالبا ما تحصل لها مضاعفات قد تصل الى الوفاة لعدم وجود اخصائيين .
ويشهد مستشفى غات العام الرئيسي أشغال صيانة واعادة تهيئة منذ 5سنوات لم تنته إلى حد اﻻن ما اضطر الاطارات العاملة بالمستشفى الى تحويل بعض الغرف في مستوصف المدينة الى قاعات عمليات تغيب فيها أبسط المتطلبات وهو ما ينبئ بوضع كارثي على المستوى المنظور في ظل التقصير الكبير ازاء هذا الامر من قبل الجهات المسؤولة .