ويقول ناجي الوحيشي، رئيس لجنة مهجري طرابلس في الزنتان، بأنهم قامو بتشكيل لجنة أهلية من مدينة الزنتان و حي الاكواخ وتاجوراء لمتابعة شؤون المهجّرين المستقرّين في نطاق بلدية الزنتان والنّظر في الحلول المتاحة لعودتهم إلى ديارهم. الوحيشي أوضح لمراسلة أصوات الكثبان بالزنتان بأنّ اللجنة قامت باحصاء العائلات المهجرة منذ شهر جويلية 2014 إثر اقتحام مطار طرابلس وحرقه من طرف المجموعات المسلّحة ل ” فجر ليبيا”.
وأضاف بأن عدد العائلات التى وصلت الي مدينة الزنتان بلغ 3500 عائلة سجلت منذ بداية النزوح ومازالت هنا في أكتوبر 2016، مبيناً بأنّه قد التحق قرابة ال350 فردا بهذه المجموعة وهم من مناطق فشلوم وتاجوراء وحي الاكواخ وبعض المناطق الاخرى من طرابلس. كما هاجر آخرون إثر التّحرّكات الّتي عرفتها طرابلس في 2015 للمطالبة بالجيش والشرطة لحماية العاصمة وهو ما ترفضه المجموعات المسلّحة المسيطرة هناك.
وأوضح الوحيشي بأن عملهم لا يقتصر على حصر العائلات فقط بل عملوا على تقديم مذكرات لرئيس الوزراء بالحكومة المؤقتة في شهر سبتمبر 2015 عندما كانت مدينة الزنتان محاصرة من جميع الجهات و كانت الحرب قائمة ، مضيفاً بأنهم بعد تحسن الاوضاع توجهت اللجنة الى مدينة البيضاء لمقابلة رئيس الحكومة عبدالله الثني لتقديم مذكرة مفصلة بعدد المهجرين ومطالب بتوفير المساعدة لهم كون الكثير منهم خرجوا من طرابلس تاركين ورائهم كل ممتلكاتهم، مبيناً بأنهم لم يصلهم أي مبالغ حتى الان من الحكومة المؤقتة.
وكشف رئيس لجنة مهجّري طرابلس في الزنتان أن المذكرة قُدِّمت للحكومة منذ يوم 12سبتمبر 2015 ، مؤكداً عدم تلقيهم أيّ ردّ أو مبادرة من الحكومة حتى الان، مضيفاً بأنهم يسمعون فقط بوجود القرارات بالخصوص و مبالغ بالملايين عند مسائلة الحكومة المؤقتة من البرلمان فقط. ولكنّ المعنيّين بالأمر لم يصلهم شيئا.
وطالب الوحيشي الحكومة المؤقتة الّتي استقرّت بطرابلس منذ أواخر مارس 2016 بالتّعامل مع موضوع المهجّرين بمنظار أنّ ليبيا وحدة وطنية، مشدّداً على ضرورة أن تنظر الحكومة نظرة واحدة وبمقياس موحّد الى احتياجات النازحين في الشرق و الغرب ومدّهم بالمستلزمات الأساسية لأنّهم يعانون نقصا على جميع المستويات بما في ذلك مستلزمات الطهي وحليب للاطفال ومياه الشرب، مبيناً أن النازحين يعيشون وضعا سيّئا وسط إهمال مختلف أجهزة الدولة.
وأعرب الوحيشي في ختام حديثه مع أصوات الكثبان عن تمنّياته بأن يجلس الليبيون على طاولة حوار ويرجعوا الى الصواب، مؤكداً بأنهم كنازحين ليس لديهم الا الصبر حتى يأتي الله بالفرج ، مضيفاً بأنهم كانوا يتوقعون بأن حكومة الوفاق برئاسة السراج ستهبّ للمساعدة ومراعاة معاناة النازحين والعمل على اعادتهم إلى بيوتهم ومناطقهم، معتبراً بأنّ لا شيء من لك حصُلَ فلا يَرَوْنَ حكومة توافق ولا وجود لأيّ حكومة في المنطقة ولا صلح حقيقي يجمع الجميع و لا مبادرات لفائدة النازحين والمهجّرين، مناشداً جميع المسؤولين ورجال الدولة من نواب وحكومات وخاصّة الحكومة المؤقّتة أن ينظروا بصورة واقعيّة وإنسانيّة الى العائلات المهجرة الذين يعانون الأمرّين داخل بلديات المنطقة الغربية.
مهجّرو طرابلس في الزّنتان يمثّلون أحد أوجه الأزمة في ليبيا.