قوارب الموت أو العذاب، الاثنان معا والأثر واحد؛ والمعاناة سترافق هؤلاء الصّغار حتّى مماتهم. كيف لا وهي ذكرى سوء اختلط فيها الدّم بالألم ..
بعد رحلة البحر وأهوالها، تستضيفهم على حين غرّة جدران مراكز الإيواء جعلت الأطفال، أسوة بذويهم، سجناء في غرف مكتظّة في انتظار طلب أوروبي لاستظافتهم كلاجئين، هدف سعى ذوو هؤلاء الأطفال إليه، واستعدّوا للموت من أجله، ربّما ليحتفظوا بالإنسانيّة، الأكذوبة الموعودون بها ...
وراء كلّ واحد من أولئك الأطفال الأبرياء قصّة غامضة تستحقّ الاكتشاف والإنصاف ربّما يحظى هؤلاء الملائكة يوما بفرصة أفضل ومستقبل مشرق لكنّ تجربتنا أذاقتهم الموت والحياة في آن واحد ؛ قطعا ستحفر في ذاكرتهم صورا أليمة لمخاض طريقهم الّذي أقلّ ما يوصَفُ به التّجرّد من الإنسانيّة.
رمضان محمّد سالم