كثيرا ما سمع متساكنو الصّحراء في ليبيا وتونس والجزائر كلمات مثل مقاومة التّصحّر وتحسين ظروف العيش. ولكنّ المشاريع المنجزة لم تتعدّ بعض الضّيعات النّموذجيّة واقتصرت على عشرات الهكتارات.
ارتفع في الأسابيع الأخيرة نسق الهجرة السرّيّة عبر المتوسّط وارتفع معه نسق توافد الجثث على السّواحل شمال وجنوب المتوسّط حسب وجهة الرّياح فتقاسمت الجزر اليونانيّة وكريت والسّواحل المصريّة واللّيبيّة ضحايا مركب عبثت به الرّياح وبعثت إلى التّهلكة 700 مهاجرا. ساحل زوارة، غرب ليبيا، كان هو الآخر مصبّ ضحايا مركب آخر.
تدهور الوضع الأمني في ليبيا وضعف الحكومة المركزيّة منذ سقوط القذافي وإلى اليوم، فتح الباب واسعا أمام الهجرة غير الشّرعيّة والقادمة منها من الجنوب خاصّة. حكايات عديدة يرويها المارّون من الجنوب الشّرقي اللّيبي عبر الحدود مع السّودان والتّشاد أو الجنوب الغربي والبوّابات
مع النّيجر والجزائر ... آلاف من الكيلومترات في قلب الصّحراء كانت صعبة المراقبة زمن القذاّفي فما بالك اليوم ؟
لم يكن من باب الصّدفة أن تقول وزيرة دفاع إيطاليا روبرتا بينوتي منذ أكتوبر 2015 بأنّ التّدخّل العسكري في ليبيا لا يمكن أن ينتظر الرّبيع الموالي. بينوتي تدرك جيّدا أنّه مع دخول الرّبيع وتحسّن أحوال الطّقس، تعود الهجرة السرّيّة إلى عنفوانها وإيطاليا هي الدّولة الأكثر تضرّرا من هذه الظّاهرة انطلاقا من ليبيا.
في قرى مثل حزوة و ساقية سيدي يوسف و حيدرة، على الحدود التونسية الجزائرية، أوفي قرى مثل ذهيبة و رأس جدير على الحدود التونسية الليبية، لا شيء يذكّر بالانتماء الوطني للتراب التونسي غير المدرسة و المستشفى و مركز الشرطة أو النقطة الحدودية. لكن، مع ذلك، فإن الحركة الاقتصادية المحلية نشيطة جدا.
بدأت مدينة المرج في استقبال العائلات النازحة من مدينة بنغازي مباشرة بعد انطلاق عملية الكرامة صباح يوم الجمعة 16 يوليو في شكل موجات متتابعة يتزايد حجمها مع احتدام الصراع.
مئات من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول جنوب الصحراء يتوافدون يوميا على مدينة غات الليبية الواقعة في أقصى الجنوب الغربي على بعد حوالي 1500 كيلومتر من العاصمة طرابلس.
أصوات الكثبان هو مشروع معهد التنوع الإعلامي (MDI). يوفّر أصوات الكثبان تغطية شاملة وموثوق بها من عمق الصحراء حول النّزاعات والأمن و المرأة ، والشباب والعنف الاتني و الأقليات الدينية ، وغيرها من الإشكاليّات الشّبيهة، وذلك عبر ريبورتاجات تبلغ صوت الفئات المهمشة و السكان العاديين في الصحراء ، المنسيّين من قبل وسائل الإعلام التّقليدية .
لزيارة الموقع media-diversity.org