وفي حين سيطرت قوات ووحدات الجيش الليبي على بوابة القوارشة، ومعهد الصم والبكم، والمباني والمحال التجارية بالمكان، استقبلت بوابة الجليداية بالتنسيق مع مكتب الشؤون الاجتماعية أربع شاحنات إغاثة محملة بـ1000 سلة تموينية إلى مناطق خط أجدابيا بعد توقف الاشتباكات.
لكن الأوضاع الصحية في المدينة شهدت جانباً من القصور المتوقع في ظل هذه الظروف، إذ ندد أولياء أمور الأطفال المصابين بأمراض الدم بإغلاق مستشفى طب وجراحة الأطفال في بنغازي، ومنع إدارة المستشفى من الدخول، ووصف عدد من أولياء أمور الأطفال الوضع في قسم أمراض الدم بأنه «غير صحي».
وعلى صعيد عمليات الجيش لدحر العناصر الإرهابية في المدينة، سيطرت قوات ووحدات الجيش الليبي على بوابة القوارشة، ومعهد الصم والبكم، والمباني والمحال التجارية بالمكان.
وقال الناطق باسم القوات الخاصة «الصاعقة»، عقيد ميلود الزوي، لـ«أصوات الكثبان » إن المواجهات بدأت على أشدها بغطاء جوي من قبل طيران السرب العمودي، والمقاتلات الحربية التابعة لسلاح الجو الليبي، تزامناً مع تقدم المشاة إلى المواقع التي كانت تحت سيطرة «داعش» والتشكيلات المسلحة المتحالفة معه.
وأضاف الزوي قائلاً: «إن آمر القوات الخاصة (الصاعقة)، عميد ونيس بوخمادة، أرسل تعزيزات إضافية وسرايا إسناد للتمركز في المواقع التي تمت السيطرة عليها وتمشيط المنطقة بالكامل، رفقة صنف الهندسة العسكرية وللحفاظ على مواقع السيطرة»، لافتاً إلى أن القوات الخاصة فقدت القائد الميداني شهيد الواجب أكرم المسماري، كما أصيب ثلاثة جنود من القوات الخاصة.
كما أكد آمر تحريات القوات الخاصة رئيس عرفاء، فضل الحاسي، استعادة قوات الجيش الليبي السيطرة على بوابة القوارشة غرب مدينة بنغازي عقب اشتباكات عنيفة خاضتها ضد مسلحي تنظيم «داعش».
وإلى جانب المسماري، قتل جندي وأصيب ثلاثة آخرون من القوات الخاصة «الصاعقة»، جرّاء مواجهات في شارع الشجر بمنطقة القوارشة في المدينة، وقال العقيد ميلود الزوي، لـ«أصوات الكثبان »، إن قواتهم قامت بعملية نوعية بشارع الشجر، وفقدت على إثرها الجندي (ليث محمد مفتاح الفارسي) التابع للكتيبة «36 صاعقة»، بينما أصيب ثلاثة جنود آخرون خلف مستشفى العقم، وأشار الزوي إلى أن القوات سيطرت على مواقع جديدة واستراتيجية بالمحور، لافتاً إلى أن استمرار الاشتباكات المسلحة بين الحين والآخر بأنواع الأسلحة كافة.
واستهدف هجوم انتحاري آخر تجمعاً لقوات الجيش الليبي بمنطقة القوارشة غرب بنغازي وأنباء عن سقوط عدد من القتلى والجرحى وارتفعت حصيلة قتلى وجرحى القوات الخاصة «الصاعقة» جراء الهجوم الانتحاري الذي استهدف تمركزاً تابعاً لهم في محور القوارشة غرب مدينة بنغازي شرق البلاد إلى 17 قتيلاً و20 جريحاً.
وأعلن ما يسمى «مجلس شورى ثوار بنغازي» مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري، وقال مركز السرايا للإعلام، الجناح الإعلامي للمجلس، عبر حسابه على موقع «تويتر» إن الهجوم الانتحاري نفذه أحد عناصر المجلس واستهدف تجمعاً لقوات الجيش في منطقة القوارشة.
من جانبه أعرب عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، طارق الجروشي، عن دهشته من عدم اهتمام الحكومة الموقتة ومجلس النواب ووسائل الإعلام بالتقرير الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الشهر الماضي، والذي أشار فيه إلى أن مجلس شورى ثوار بنغازي يضم تنظيمي «داعش والقاعدة».
واعتبر عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب أن التقرير يؤكد «أن المجتمع الدولي ممثلاً في الأمين العام بات مقتنعاً بأن ما يجرى في بنغازي هي حرب على الإرهاب وليس ثمة ما يخالف ذلك»، وتساءل الجروشي: «كيف نحسن إدارة وإظهار هذه التقارير الأمنية داخل أروقة الأمم المتحدة في المداولات الرسمية وغير الرسمية، وتوظيفها بالشكل الذي يخدم قضية الوطن العادلة».
في المقابل قال عضو المجلس الأعلى للدولة بالقاسم قزيط في تصريح إلى «أصوات الكثبان » إن «أهلنا من نازحي بنغازي المقيمين في مصراتة مرحب بهم بين ذويهم، بغض النظر عن موقفهم من الصراع الجاري في المدينة، وسواء كانوا من أنصار «سرايا الدفاع عن بنغازي»، أو من أنصار القيادة العامة للجيش».
وانتقد قزيط في الوقت نفسه اعتلاء قائد «سرايا الدفاع عن بنغازي» مصطفى الشركسي منبر الساحات في مصراتة، وتوجيه حديثه إلى الناس حول انتصاراته أو مظلوميته. معتبراً ذلك «توريطاً للمدينة واعتبارها طرفاً في الصراع الدائر في بنغازي، وهو الأمر الذي نحاول جهدنا الابتعاد عنه». وأشار إلى أن ذلك سيؤدي بقصد أو من دونه إلى تشتيت الجهد والأنظار بعيداً عن معركة الوطن ضد الدواعش في سرت.
وتابع عضو مجلس الدولة، الذي يثار جدل حول مشروعية تشكيله، قائلاً: إن «كون ما يعرف بـ«سرايا الدفاع عن بنغازي»، تنحدر في أصولها من بعض قيادات قبائل مصراتة التي تسكن بنغازي منذ مئات السنين، فلا يعني ذلك بأي حال من الأحوال أن المدينة تدعم هذا الفصيل، الذي أعلن أن مرجعيته وولاءه للشيخ الصادق الغرياني».
ولم تتوقّف الإصابات في صفوف الجيش جرّاء سعيه لتطهير منطقة القوارشة فقد أصيب كذلك ثلاثة جنود ؛ جراء هجوم انتحاري استهدف تجمعاً عسكرياً في العمارات الصينية بمحور غرب بنغازي وقال مصدر عسكري لـ«أصوات الكثبان » إن سيارة يقودها انتحاري قصدت تجمعاً للجيش في العمارات الصينية، أسفر عن إصابة ثلاثة جنود بشظايا وحالتهم الصحية مستقرة.
وأشار المصدر إلى أن هذا الهجوم الانتحاري هو الثاني الذي نفذه تنظيم «داعش» خلال ـ24 ساعة بعد سقوط بوابة القوارشة بمحور العمارات الصينية، لافتاً إلى أن الجيش الليبي يحاصر عناصر التنظيم الإرهابي لتضييق الخناق عليه، مما يدفعه للجوء إلى تنفيذ عمليات انتحارية وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري.
ونجا نائب مدير المستشفى الميداني بالمحور الغربي لمدينة بنغازي، الدكتور علي السويح السعيطي، من الهجوم الانتحاري الأول الذي استهدف تجمعاً للجيش في العمارات الصينية بمحور غرب بنغازي شرق البلاد، وقال السعيطي لـ«أصوات الكثبان » إن حالته الصحية مستقرة وإن إصابته كانت طفيفة، مشيراً إلى الهجوم الانتحاري الأول الذي استهدف، الجمعة، تجمعاً تابعاً للكتيبة «302 مشاة» في الخطوط الأمامية التي لا تفصلهم عن تنظيم «داعش» والتشكيلات المسلحة المتحالفة معه سوى عدة أمتار فقط.
وأكد السعيطي أن الهجوم الانتحاري الأول أسفر عن سقوط قتيلين هما: مفتاح نصر مفتاح الزواوي، وسيف سالم الفاخري، و14 جريحاً إصاباتهم بين البسيطة والمتوسطة والحرجة بينهم مسؤول مكتب الإعلام بالكتيبة «302 مشاة»، محمد العزومي.
وحول عودة الإعمار للمدينة شهد مدرج الشهيدة سناء محيدلي بمجمع الكليات الطبية جامعة بنغازي، فعاليات ورشة العمل حول إعادة إعمار جامعة بنغازي، حضر الفعاليات رئيس إدارة الجامعة، الدكتور مرعي المغربي، وأعضاء هيئة التدريس والطلبة بالجامعة ومندوبون عن شركات، ومكاتب هندسية محلية وخبراء.
وقال رئيس إدارة الجامعة الدكتور مرعي المغربي في الكلمة التي ألقاها في تلك الفعاليات إن أهمية الورشة تكمن في حاجة «أم الجامعات الليبية» إلى تضافر كل الجهود، وإعداد الخطط والبرامج العلمية والتقنية وفقاً للأطر القانونية الرامية إلى إعادة إعمارها من جديد.
وأضاف المغربي في كلمته أن طلاب الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، أصبح لديهم أمل في غد مشرق ومستقبل واعد حتى إن كان ذلك على حساب فقدانهم مقر جامعتهم بمنطقة قاريونس.
وأوضح في هذا السياق أن المدينة الجامعية تضم مبنى الإدارة العامة، والمكتبة المركزية، وكليات الاقتصاد والعلوم والآداب والإعلام والهندسة، وتقنية المعلومات، وسكناً خاصاً بالطلبة وسكناً خاصاً بالطالبات، فضلاً عن أن وجود كليات خارج المدينة الجامعية تابعة لجامعة بنغازي، مثل كليات الطب البشري والصيدلة، والصحة العامة وكلية طب وجراحة الأسنان في منطقة سيدي حسين، وكلية التربية في منطقة الهواري، وكلية التمريض في منطقة الكويفية، وكليات المرج والأبيار وسلوق وقمينس وتوكرة وجالو وأوجلة والكفرة.
في سياق متصل، افتتحت ورشة عمل تعني بمشروع «المساحات الصديقة للطفل» بمقر المبادرة المدنية الليبية بمدينة بنغازي الأحد، لمساعدة الأطفال على التعافي من تجاربهم المؤلمة من الكوارث والنزاعات التي تعرضوا لها، بتقديم الدعم النفسي الاجتماعي من خلال المساحات صديقة للأطفال.
وبحثت الورشة أهمية الاستجابة الطارئة لحماية الأطفال، والدعم النفسي ما بعد الصدمة، والتعريف بالمشروع وما يترتب عليه من استعدادات وتدريبات على الأنشطة والبرامج المتنوعة، التي ستطبق فعلياً بالمركزين المخصصين للمساحات الصديقة للطفل بمدينة بنغازي.
على الصعيد الأمني، أكد مدير مديرية أمن بنغازي، عقيد صلاح هويدي، أن المديرية لن تقبل ذرائع المواطنين بعدم وجود سيولة مالية لتسجيل المركبات الآلية. وأضاف هويدي، وفق وكالة الأنباء الليبية (البيضاء)، أن على المواطن إدراك أن أغلى سلعة في العالم هي الأمن، فبه تُفعّل عدة قطاعات وتسير مركب الحياة على جميع الأصعدة، داعياً إلى الاقتداء برجال الأمن والجيش الذين يبيعون مقتنياتهم لشراء الذخيرة وتجهيز المحاور.
وطالب مدير مديرية الأمن المواطنين بالمبادرة لتسجيل مركباتهم لزيادة الحرص الأمني وتسهيل عملية المراقبة والتفتيش على الخلايا النائمة في المدينة، مؤكداً أنهم لن يتهاونوا في فرض سيادة القانون.