النزوح هو ما أٌجبر عليه العديد من الصحفيين مثل ما حدث مع سالمة الشعاب صحفية و رئيسة نقابة الصحفيين والإعلاميين في طرابلس منذ سبتمبر 2014 ، توضح الشعاب في اتصال مع MDI ((أنا كنت من المناديين بالمسار الديمقراطي وضد التشكيلات المسلحة وهذا ماجعله يهدد حياتي، وبدأت التهديدات تصلني بشكل مباشر باتصالات شخصية، وخرجت من طرابلس متخفية وبدون أي ترتيبات إلى الزنتان تم تونس نظرا لقربها من ليبيا وأتمكن من التواصل مع أسرتي التي ليست معي ، فحاليا استأجرت مسكنا في تونس بمفردي وهو مكلف ولم أجد البديل نظرا لغلاء السكن والمعيشة هنا))
اتجاه إلى المسئولين
تضيف الشعاب بألم في صوتها ((إن حياة الصحفيين النازحين صعبة جدا ،وخاصة أن العمل في هذا المجال في تونس أو غيرها يعتبر مستحيلا، وجميعا نعتبر عديمي الدخل وهدا ماجعل عدة زملاء أن يتوجهوا للسفارة والمسئولين ولم يتحصلوا إلا على وعود وتبريرات بعدم توفر الإمكانيات، أما المنظمات الدولية عادة عملها مقتصرا على تقديم دعم معنوي وتوثيق الانتهاكات فقط، أما بالنسبة لي لم ألجئ لأي جهة واعتمدت على ما املكه من مدخرات ولكن الفترة طالت، ومؤخرا اضطررت لبيع سيارتي الخاصة، لأتمكن من دفع الإيجار والعيش
تهديدات تطال العائلات
كما أضاف (م . و) في اتصال مع MDI وهو صحفي ليبي وناشط من مدينة بنغازي، تحفظ على اسمه حفاظا على سلامة عائلته التي لاتزال في بنغازي والتي تتعرض للتهديد، في حين تعرض هو لتهديدات مباشرة برسائل نصية عبر الهاتف، ونشر اسمه في قوائم (الداعمين للخوارج والإخوان) التي تبنتها عملية مايسمى الكرامة بقيادة اللواء المتقاعد حفتر في شرق ليبيا ،التي يعتبرها انقلابا عسكريا، وخاصة عندما تم تكليف كتيبة تدعى (أولياء الدم) بتهديد الناشطين والرافضين لعملية الكرامة بالتصفية والتهجير حسب قوله .
وقد خرج من بنغازي منذ شهر نوفمبر 2014 الماضي ليقيم في طرابلس التي لايسيطر عليها أنصار الكرامة، استأجر غرفة في فندق بسيط نظرا لعدم امتلاكه منزل وعمل أوسيارة بطرابلس ،والأسوأ من كل هذا حسب قوله هو غربته عن أهله وفقدان الاتصال بهم لأيام وأسابيع أحيانا لصعوبة الاتصال وإقامتهم بالقرب من مناطق النزاع ولا يستطيع الاتصال إلا عبر وسائل التواصل نظرا لمراقبة الاتصالات، وأخيرا قام بمغادرة الوطن والبحث عن رزق .
لجوء سياسي
عبد المطلوب السرحاني صحفي وناشط حقوقي من مدينة بنغازي الليبية يقيم في تونس مند 13 /4 / 2014 خرج من بنغازي بعد تعرضه لمحاولات اغتيال حسب قوله _ بعد تصريحاته لقناة الحرة الأمريكية (بان الدروع المسلحة للمتطرفين يخططون للسيطرة على ليبيا) ويضيف السرحاني في مقابلة مع MDI ((تم التهجم علي بالضرب في بنغازي اثر تواجدي في مظاهرة ضد التشكيلات المسلحة، وتم إدراج اسمي في مكتب التوبة لأنصار الشريعة، وهذا ما أكده احد أعضاء المكتب باتصال هاتفي ليخبرني بان علي الامتثال للمكتب وأعلن التوبة وهو سيضمن لي حياتي ولدلك اضطررت للنزوح )).
ويستطرد السرحاني ((منذ ذلك التاريخ أقيم في تونس ولا احتكم على أي دخل هنا إلا ما تتمكن أسرتي من إرساله لي لأغطي به مصاريف المعيشة من إيجار وطعام، ومؤخرا تعرفت على أستاذ تونسي استأجرت منزله بإيجار اقل وقدره500 دينار مايعادل 258$، كما بدأ يدرسني اللغة الانجليزية لأنني أفكر مؤخرا في اللجوء إلى احدى الدول رغم رفضي لذلك بداية الأمر ولكن لامحال إن استمر هذا الوضع في ليبيا
حياة مهددة وغربة صعبة
الصحفية (س.أ ) من مدينة بنغازي الليبية تحفظت على اسمها هي من النازحات إلى دولة مصر منذ شهر جويلية 2014 بعد أن تعرضت لتهديدات مباشرة حسب قولها في لقاء مع MDI ،وذاك اثر عملها كمراسلة لقناة تلفزيونية تتبع التيار الإسلامي لتغطية مظاهرات لطرفي نزاع في بنغازي وتوج التهديد بنشر منشور بخصوص القناة من احد القادة الإسلاميين على صفحته الشخصية وبدأ تعميم المنشور ليتوج باتصال من مدير القناة يعرض عليها إجازة مفتوحة ومغادرة ليبيا وتضيف بصوت حزين ((توجهت مع أسرتي إلى مصر على سبيل الإجازة لأفاجئ باتصال أخر يخبرني بضرورة البقاء هناك وأنني مطلوبة شخصيا وهذا ما أجبرني على الإقامة في مصر دون أي تجهيزات مسبقة ))وتستطرد بحزن واضح((حياة النازحين ليست بسيطة والإقامة مكلفة وأنا لا املك أي دخل غير عملي الإعلامي في ليبيا والقناة أوقفت مرتبي بعد شهر واحد من مغادرتي )) وفي محاولة أن تتمالك أعصابها استمرت فالحديث بصعوبة وأضافت ((فالبداية بدأنا ننفق ما نمتلكه حينها ليتصاعد الأمر ويصل إلى بيع ماترتديه أمي من ذهب حتى نأكل ونعيش وخاصة ونحن لم نكن نمتلك حتى ملابس الشتاء الذي دخل علينا ، واكتوبر 2014 كان قاسيا ومؤلما جدا.
((بحثت عن عمل إلى أن اتصل بي مسئول عن مؤسسة إعلامية في مصر، وعرض المساعدة ،وبدأت أكون حياتي من جديد وأنا نازحة ،وقد تعبت نفسيا وصحيا اثر ذلك وتعرضت لمرض عضال يكلفني مبلغ 1500 $ أسبوعيا ، ولكن الأصعب من كل ذلك أن تسمع باغتيالات تطال أصدقائك ورفاقك مثلما حدت لصديقي مفتاح ابوزيد ((واستوقفتها ثانية الدموع وكانت ختام حديثها.
وعود من رجال الأعمال
المهدي عبد العاطي _المدير التنفيذي لأصحاب الأعمال الليبية في لقاء مع MDI قال ((تم فالأيام الماضية اجتماعا مع رجال الأعمال الليبيين والتونسيين ،وتم عرض مشاكل النازحين ومن ضمنهم الصحفيين))، حاليا هناك اتصالات فردية مع صحفيين نازحين وغير رسمية وسيكون هدا الملف في أولوياتنا في اجتماعنا المقبل الذي سيكون من بنوده فتح مكتب في تونس للاهتمام بالنازحين بشكل عام وبالإعلاميين بشكل خاص، وسيتم طرح هذا الملف في مؤتمر رجال الأعمال الدولي في 9/3/2015 ببروكسل بشكل اقتصادي حيث سنعمل على تشكيل لجنة أزمة للعمل على الظروف الراهنة، والاهتمام بشكل خاص بالأقلام الوطنية الشجاعة وإنشاء مشاريع ترعاها وهدا سيكون من أهم أولويتنا في المؤتمر إن وفقنا الله في دلك.