قوّات طرابلس وجدت صعوبة في استرجاع البلدات الستّ التي استحوذ عليها حديثا تنظيم داعش ... قوّات خليفة حفتر تضيّق الخناق على الدّواعش و على الموالين لهم في آخر معاقلهم ببنغازي .. وأيضا، لم يتمّ استقبال مبعوثي الأمم المتحدة في بنغازي و الزنتان...
من الواضح أنّ أصحاب النّفوذ على المجموعات المسلّحة في طرابلس، قد أعطوا تعليمات صارمة لأعوانهم بأن يتركوا رئيس الحكومة الانتقاليّة فائز السرّاج لحاله وأن يسهّلوا له دخول المدينة. وحتّى التصريحات المشاكسة لرئيس حكومة الإنقاذ، خليفة الغويل، فيعتبر المحلّل السّياسي، منصور يونس، أنّها ' لا تعكس التوجّه العامّ المساند للسرّاج بطرابلس '. ولكنّ ذلك لا يعني استقرار الوضع في العاصمة اللّيبيّة.
ما إن حطّت حكومة فائز السرّاج بطرابلس حتّى خَفُت صدى الاحتجاجات واتسع الترحيب، محليا ودوليا، بالدّخول الهادئ للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي إلى العاصمة اللّيبيّة.
إن غلب الهدوء الحذر الأوضاع العامّة في ليبيا في الأيّام الأولى لدخول المجلس الرّئاسي لحكومة فائز السراج لطرابلس، فإنّ اللّيبيّين وجيرانهم متخوّفون ممّا ستأتي به قادم الأيّام.
منذ أسابيع والأخبار تتواتر بأنّ حكومة الوفاق الوطني تستعد للدخول إلى طرابلس بعد أن حظيت بدعم دولي كبير ولكن الانقسامات ازدادت حدة بين الفرقاء الليبيين، فحتى الحكومة المؤقتة بالشّرق والّتي تدين، هي الأخرى لبرلمان طبرق، رفضت تسليم السلطة لحكومة الوفاق، وهدد رئيس وزرائها عبد الله الثني بمعاقبة كل من يتعاون مع حكومة الوفاق، أما رئيس حكومة الإنقاذ، فلم يكفه أنّه هدد بإلقاء القبض على فائز السراج وأعضاء حكومته إذا دخلوا طرابلس، بل رفض السّماح لطائرة مبعوث الأمم المتّحدة كوبلر بالنّزول في طرابلس وأصدر أوامر بغلق المجال الجوّي في الغرب اللّيبي لمّا سمع بإمكانيّة مجيء فايز السراج إلى طرابلس. إذا، وبدلا من حكومتين أصبح في البلاد ثلاث حكومات، بينما لجأت هيئة الدستور إلى سلطنة عمان لتحسم النقاط الخلافية.
تتجه المفاوضات في ليبيا نحو ارساء حكومة فايز السراج في طرابلس رغم غياب القوات النظامية في العاصمة الليبية ورفض جزء من الميلشيات المسلحة لاتفاق السخيرات الذي تم التوقيع عليه في 17 ديسمبر 2015 من قبل مختلف الاطياف الليبية تحت مظلة الأمم المتحدة .
خمس سنوات مرّت على سقوط معمّر القذافي في عام 2011، لكن ليبيا لم تتوفّق إلى حدّ الآن في تحقيق الاستقرار. الأحزاب السّياسيّة و المجموعات المسلّحة يجدون صعوبات بالغة في إنجاح الانتقال الديمقراطي و إنشاء مؤسّسات دائمة للدّولة الجديدة حيث أن أربع حكومات حاولت ذلك دون أن تنجح أيّ منها.
منذ الأيّام الأولى للحراك الثّوري في بنغازي في فيفري 2011، سطعت أسماء نسائيّة لامعة نذكر منها على سبيل المثال، لا الحصر، الشّهيدة سلوى بوقعيقيص، الدّكتورة هناء الصدّيق القلال، الأستاذة عبير امنينة، الدّكتورة ليلى بوقعيقيص، الخ. ولكنّ ذلك الزّخم النّسائي النّضالي لم يمنع من أن تكون المرأة اليوم، في زمن 'الثّورة' شبه غائبة عن مواقع القرار والمناصب الرّسميّة. فكلّ حكومات ما بعد القذافي لم تتجاوز تمثيليّة المرأة فيها أصابع اليد الواحدة في أفضل الأحوال ولمّا تقارب التّشكيلة الأربعين عضوا. حكومة الوفاق المقترحة لا تضمّ إلاّ عضوتين ككتّاب دولة!
انحياز الخطاب الإعلامي لجهات دون أخرى وغياب رؤية اعلامية واضحة في ظل عدم وجود ميثاق شرف إعلامي على المستوى الوطني وداخل المؤسسات اضف اليه انحسار وضع الاعلامي ما بين الانحياز مجبرا الى قوة تحميه اصبح بوقا لها ، وبين انتهاج السلبية والخوف في طرح القضايا ليسلم مما لقاه اخرون او الناي بالنفس بعيداً عن ارض الوطن والاكتفاء بوصف الاحداث كما هي ، هي ملامح المشهد الاعلامي في ليبيا وسط تناحر سياسي وغياب مؤسسات لتعديل القطاع.
لايزال الاعلام الليبي يعاني من سلبيات وتداعيات ثورة 17 فبراير ، سواء من حيث منهجية إدارته وتوجهاته وأهدافه التي ارتبطت بخدمة عدة قضايا متباينة واتجاه بعض مؤسساته الاعلامية إلى تسخير وتعبئة كل طاقاتها فى جوانب موغلة بالاعتبارات الحزبية والجهوية والقبلية مما أدى إلى إحداث بلبلة وانقسامات فى صفوف المجتمع على خلفية تنوعه القبلي والجهوي والسياسي .
أصوات الكثبان هو مشروع معهد التنوع الإعلامي (MDI). يوفّر أصوات الكثبان تغطية شاملة وموثوق بها من عمق الصحراء حول النّزاعات والأمن و المرأة ، والشباب والعنف الاتني و الأقليات الدينية ، وغيرها من الإشكاليّات الشّبيهة، وذلك عبر ريبورتاجات تبلغ صوت الفئات المهمشة و السكان العاديين في الصحراء ، المنسيّين من قبل وسائل الإعلام التّقليدية .
لزيارة الموقع media-diversity.org