ولم يخف مدير المكتب الإعلامي بالمجلس البلدي ترهونة محمد سعيد صعوبة الأوضاع التي يعمل فيها مستشفى ترهونة العام، مؤكّدا استحالة المواصلة على هذا الوضع ومطالبًا الجهات المسؤولة بتقديم دعم عاجل للمستشفى.
وقال سعيد إن المستشفى يعاني من خروج ما يزيد على 50 % من مبناه الرئيسي عن الخدمة بسبب توقف أعمال الصيانة متسائلا: 'كيف يمكننا المواصلة في حين أنّ ستّة أقسام طبّيّة أساسيّة لم تعد تتوفّر على مقرّات مناسبة؟' ويشير سعيد إلى أن المستشفى يغطي منطقة جغرافية واسعة تمتد من سوق الخميس حتى مسلاتة ومن القربوللي حتى بني وليد كما يوفّر العلاج لمئات الآلاف من السكّان.
ووضّح سعيد لـ«أصوات الكثبان» أن المستشفى يعاني من نقص شديد في مستلزمات التشغيل وأدوية الغسيل إلى جانب كثرة الأعطال في الآلات والمعدات ونقص العناصر الطبية والطبية المساعدة وخاصة الأطباء والأخصائيين في أغلب التخصصات بسبب كثرة حالات النزوح من مناطق التوتر التي تشهدها بعض المدن إلى ترهونة.
ويقول علي، مواطن قادم من القربولي لتصفية دماء أمّه المصابة بنقص كلوي: ' أمّي لم تعد تتمتّع بحصص تصفية إلّا مرّة في الأسبوع عوضا عن مرّة كلّ ثلاثة أيّام وهذا يؤثّر سلبا على حالتها الصحّيّة وقد كثرت عليها الأزمات في الفترة الأخيرة وصرنا نخى عى حياتها'.
ويقرّ المكلّف الإعلامي بهذه الصّعوبات ويناشد وزارة الصحة والمنظمات الدولية والمحلية مساعدة المستشفى في هذه الظروف الصعبة حتى يتمكن من القيام بالأعمال المطلوبة منه ومساعدة المواطنين في التخفيف مما يعانونه من أمراض.
ويتوقّع مدير المكتب الإعلامي بالمجلس البلدي ترهونة الأسوأ فيصرّح بأنّ المستشفى قد يعجز بشكل كلي عن تقديم أبسط الخدمات للمواطنين بسبب عدم وجود الأطباء ونقص الأدوية.
في نفس الوقت٬ ما انفكّ المكتب الرّئاسي لحكومة الوفاق يعد من طرابلس بأنّ الأوضاع ستتحسّن ولكنّ المواطنين لم يلاحظوا شيئا على الميدان رغما عن مضيّ أربعة أشهر على دخول فائز السرّاج وفريقه لطرابلس.
واضح أيضا أنّ المواطنين فقدوا الأمل في تطوّر قريب للأوضاع في طرهونة حيث يقول علي عن وضع أمّه الصحّي: 'أفكّر في بيع قطعة أرض ونقل أمّي للتّداوي في تونس فلم يعد بإمكان العائلة السّكوت أكثر على تردّي حالتها الصحّيّة'.
ويقول الجامعي اللّيبي عبد الرزّاق العريبي، العضو السّابق للمجلس الوطني الانتقالي بأنّ الوضع العامّ قد تردّى بشكل مخيف وحكومة السرّاج لا يمكنها المواصلة دون تغييرات جوهريّة على تركيبتها ولكنّ المسألة لن تكون سهلة.
وفي الأثناء يبقى علي وأمثاله داخل أزمة لا يلوح أفق حلّها.