"لقد اعتادت أجسامنا هذه المياه التي تصفونها بالملوثة. ثم إنه لا بديل لنا عنها، فنحن نعتمد بشكل كلي على مياه الأمطار، وفي حال انعدامها تكون الآبار ملجأنا في انتظار موسم أمطار آخر، لقد ورثنا طريقة الحياة هذه عن آبائنا، ويبدو أننا سنورثها لأبنائنا، إن الجميع هنا يعتمد عليها في الشرب، وفي سقي حيواناته، وبذات الطريقة منذ قرون من الزمن".
أزمة نقل حادة و خدمات مرفقية رديئة يشتكي منها طلاب المركب الجامعي الجديد في نواكشوط ( موريتانيا) منذ أكثر من سنتين. حيث باشرت الدولة ابتداء من شهر نوفمبر وطوال السنة الجامعية 2013-2014 عملية نقل 3 كليات من العاصمة إلى المركب الجامعي الجديد الواقع على مسافة 12 كيلومترا تقريبا شمال نواكشوط بالرغم من أن الأشغال مازالت جارية في بعض أقسامه.
السفر في أطول قطار في العالم ليس كغيره من السفريات والرحلات التي تقوم بها وأنت تجوب موريتانيا. في القطار عالم آخر و حياة أخرى . البطء وطول المسافة بين مدينتي ازويرات – حيث جبال ومناجم الحديد- ومدينة انواذيبو -العاصمة الإقتصادية لموريتانيا وحيث يتم تفريغ خامات الحديد لتنقل إلى أسواق العالم- , يجعلك تصاب بالملل مالم تعش واقع السفر وتلتحم مع المسافرين في حياتهم.
"لم أتعرض بشكل شخصي للاسترقاق ولكن أهلي كانوا عند البيظان في الريف يعملون عندهم، لقد فضلت الهجرة إلى المدينة والعيش فيها. لدي أبناء ليسوا أشقاء، لقد طلقني زوجي الأول وترك لي الأبناء وتزوجت من رجل آخر وهو عاطل عن العمل وهو ما فرض علي ممارسة بعض الأعمال وتوفير عربة لابني الأكبر كي يساعدني في تحصيل قوت يومنا".
ما فتئ ظهور حركات جديدة تقوم على مبدأ الهوية المشتركة مثل مجموعات "لحراطين"، "السونينكي"، "الولوف" و الحدادين أو "لمعلّمين" يملؤ الدنيا و يشغل الناس في موريتانيا. هذا النقاش المحموم غالبا و الذي تتناقله على أوسع نطاق وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي إنما هو أحد أعراض المرض التي يسببه انقطاع سبل الحوار المجتمعي على الصعيد الوطني و الإقليمي على حد السواء. هذه الأوجاع، إن بقيت بلا علاج، يمكن على المدى الطويل أن تعصف ببلد مثل موريتانيا يتّسم بتوازنات هشة.
ناجية منت سيدأحمد تدير مطعما عشوائيا يتواجد على بعد مسافة قصيرة جدا من مدرسة العدالة و هي حاليا ترغي و تزبد بلا هوادة. هي أم لطفلين: اسماعيل ذو الثماني سنوات و فطيمتو ذات السبع و الاثنان مرسمان بالسنة الأولى من التعليم الأساسي بالمدرسة الآنف ذكرها. لم تعد هذه الأم تدري أي وجهة تولي وجهها: "لن أرسل بأطفالي إلى مدرسة بعيدة عن مكان عملي. أفضل ألف مرة أن يبقوا بجانبي أو أن أبعث بهم إلى محضرة على أن يكونوا عرضة للانحراف و المخاطر المتعددة".
طفل يحمل علبة معدنيّة، حافي القدمين، ثيابه رثّة، يتسوّل على قارعة الطّريق ...
ينتشر الزواج السري، المعروف محليا بـ "السرية"، على نطاق واسع في المجتمع الحساني ذي البشرة الفاتحة، بعد أن كان يشكل ممارسة تقتصر –بشكل خاص- على فئة معينة من النساء هن –أساسا- أرامل أو مطلقات تزيد أعمارهن على 35 سنة، ويتمتعن بسمعة أو وضعية اجتماعية يسعين للحفاظ عليها. وتتيح سرية الزواج لهؤلاء النسوة إمكانية الاقتران بشباب أصغر سنا أو بآخرين ينتمون لطبقات يرى المجتمع أنها أدنى من طبقاتهن، دون أن يصطدمن برفض مجتمعهن.
تفاقمت في العاصمة الموريتانية نواكشوط أوضاع آلاف المهاجرين الأفارقة الذين تركوا أوطانهم في أوضاع صعبة لأسباب اقتصادية وأمنية في دولة إفريقية عديدة كمالي وساحل العاج وسيراليون وليبيريا..إلخ، إضافة إلى كونهم يعتبرون موريتانيا إحدى بوابات العبور إلى أوروبا، ويبقى هؤلاء بالعاصمة نواكشوط بعد أن تقطعت بهم السبل.
"موريتانيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي ليس فيها قانون للصحة الإنجابية، إضافة –بالتأكيد- إلى ساحل العاج" هكذا تتحدث بنبرة ساخطة الدكتورة فاطمة محم، أخصائية الأمراض الجلدية والأمينة العامة لمنظمة "ستوب السيدا" غير الحكومية.
منذ سنوات طويلة تناضل هذه السيدة المسنة، في إطار شبكة من المنظمات المحلية غير الحكومية، لإقناع كل من الحكومة والبرلمان الموريتانيين بأهمية وضرورة تشريع قانون يضمن ويصون حق المواطن في النفاذ إلى صحة إنجابية سليمة وواقية.
أصوات الكثبان هو مشروع معهد التنوع الإعلامي (MDI). يوفّر أصوات الكثبان تغطية شاملة وموثوق بها من عمق الصحراء حول النّزاعات والأمن و المرأة ، والشباب والعنف الاتني و الأقليات الدينية ، وغيرها من الإشكاليّات الشّبيهة، وذلك عبر ريبورتاجات تبلغ صوت الفئات المهمشة و السكان العاديين في الصحراء ، المنسيّين من قبل وسائل الإعلام التّقليدية .
لزيارة الموقع media-diversity.org