إزانة أرملة فقيرة لديها أربعة اطفال تجيبنا عن السبب الذي دفعها إلى بيع صوتها في الانتخابات التشريعية بالمغرب المنعقدة يوم 7 أكتوبر 2016 وتقول " السبب واضح لا يوجد من يعيلني ف 500 درهم الذي تلقيتها من مرشح كافية لشراء عدد من الحاجيات المنزلية و تسديد فاتورة الكهرباء و الماء" وتكمل حديثها و تقول "الحياة صعبة جدا ومتطلباتها كثيرة أعرف أنّ مترشّحين ذوي كفاءة ترشّحوا في هاته الانتخابات و يريدون الخير لنا ولكن لا أستطيع أن أصوت لهم ما دمت قد بعت صوتي لمترشح آخر و أقسمت أن أصوت له لكي أقبض المال ".
وعند سؤالنا عن العواقب القانونية التي ستتعرض لها إن ضبطت وهي تبيع صوتها لمترشّح تجيب بكل استهزاء وتقول" هاهم المنتخبين يركضون ليلا نهارا امام أعين السلطة ويخرقون القانون و يشرون ذمم المواطنين بدون حسيب و لا رقيب" وتضيف "ولماذا هذا القانون لا يعيلنا و يحارب ما نعيشه من فقر وتخلف حتى يتسنى لنا أن نصوت على من يستحق".
كلثوم نموذج لحالة أخرى فهي شابة تبلغ من العمر 31 سنة معطلة تعيش مع والديها تحدثنا عن شراء أصوات المواطنين وتقول " نعم بعت صوتي بعته لمن لا يستحقه ، بعته لشخص لن يتكلم أبدا باسمي في البرلمان ، ولكن ليس في اليد حيلة فقد سبق و أن أقسمت أنني سأصوت له قبل أن أتقاضى المبلغ " وعن الأسباب التي دفعت كلثوم لبيع صوتها تقول " ومن سيكون فهو الفقر قبحه الله، الفقر هو الذي جعل مني إنسانة بلا صوت وبلا ضمير ".
اما عن عبد السلام الرجل المتزوج والذي يمتهن البناء يقول " نحن نعرف أن المنتخبين لن يقدموا لنا أي شيء و أننا لن نراهم عقب الانتخابات لكن المبلغ الذي تقاضيته اشترى لي علبتين من السكر و بعض الكتب لأبنائي وهي حاجيات لا يمكن لمهنتي أن توفرها " ويبتسم ويقول لقد تقاضيت أموالا من عند مرشّحين ووعدت كلّ منهما بأنني سأصوت له ولكن عندما حان موعد التصويت ذهبت إلى عملي و لم أصوت لأحد".