بعد خمس سنوات، ماهي انتظارات الشباب من الانتخابات التشريعية المقبلة ؟ هل الشباب لايزال ينهج سياسة المقاطعة ام التئم الجرح ببلسم الامل في التغيير ؟ ...
ابتسام محال، مغربية في أوج شبابها تبلغ من العمر 27 سنة طالبة جامعية بمدينة وجدة شرق المغرب تقول : كنت دائما اقاطع الانتخابات، لأنها لا تمثلني ,,هؤلاء لا يستحقون ان يمثلونني و يقررون عني داخل البرلمان بل ولا يستحقون صوتي، لكن بعد حراك 20 فبراير قررت ان اعطي فرصة لصوتي و احرره، قررت ان اتمسك بالأمل ربما يكون التغيير اليوم وربما بعد حين، لكن على الاكيد انا مؤمنة انه سيأتي "
بريك ماء العينين من العيون لا يختلف كثيرا مع رأي ابتسام ويقول : " الاحزاب اليوم في وضع حرج ويجب ان يلتزموا ببرامجهم الانتخابية، عليهم ان يفوا بالوعد ويكونوا عند حسن ظن المواطن الذي صوت وشارك في الفعل السياسي، لا اريد شيئا عدا ان نتمتع بحقوقنا سواسية، وان يؤتى المغاربة في الجبال حقوقهم من الصحة والتعليم و العدل، نريد عدالة اجتماعية تضمن كرامة للمواطن المغربي ..مارست واجبي اتجاه الوطن و صوتت واتمنى ان اكفل حقي ايضا "
سكتت برهة من الزمن وعادت لتستدرك : " ولكن لا خيار امام الاحزاب السياسية يجب ان يدركوا ان الوطن لا يباع و لا يشترى نريد تنزيلا لدستور 2011 وان نتمتع جميعا كمواطنين بحقوقنا التي تكفلها لنا الدولة وعلى رأسها الحق في التعليم و الصحة .. "
سهام السكيتوي من مدينة الناظور شمال المغرب : " صوتت ..لأنه واجب اتجاه الوطن و بالمقابل أود ان يضمن لي الحزب الذي سيكون له الاغلبية ويترأس الحكومة حقي كمواطنة وكذلك حريتي الشخصية بما فيها حرية المعتقد و تضمن لي ان للحريات الفردية مكان بيننا..ولدنا احرار نود ان نبقى احرار وهذا واجب الوطن اتجاهنا "
تماما كما اصابع يدنا الواحدة التي لا تتشابه أبدا فشباب المغرب ايضا لا يتفقون على رأي واحد ولعل الاختلاف لا يفسد من ود الانتخابات قضية فمثلا حميد اعجيل، مهندس شاب مغربي من مدينة أكادير يقول بهذا الخصوص : " ان كنا سنتحدث بكل صراحة فالشباب المغربي مقصي بشكل فعلي من الحياة السياسية بالرغم من كل تلك الشعارات التي يرفعها الاحزاب و الهيئات السياسية بخصوص ادماج الشباب، بدليل الانتخابات تم ترشيح شباب فقط من اجل ملئ اللائحة وفي الاخير نجد فلان و علان ممن ألفناهم، هم من في البرلمان ليست قضية مناصب بقدر ما هي قضية مطلب فلا يمكن لهؤلاء ان يعبروا عن هموم الشباب وهم اساسا ليسوا شباب، أسكتوا الشارع باللائحة الوطنية للشباب ولكنها لا تحتوي سوى أسماء ابن فلان و حفيد فلان أي انها لائحة ريعية بامتياز وكانت هناك مطالب بإلغائها، في الحكومة الحالية نجد شاب واحد هو مأمون بوهدهود الوزير المنتدب لدى وزارة الصناعة و الاستثمار ولكن منذ ان تم تنصيبه لم يدلي ولو بتصريح واحد نحن حتى لا نعرف دوره وعلى ما يشتغل، ومن جهة اخرى المؤسسة الملكية الفاعل الاساسي في السياسة الوطنية لا يوجد فيها ولا مستشار ملكي شاب يعبر ويوصل صوت الشباب وافكاره وهمومه، لا يمكن ان يندمج الشباب فعليا ان لم يتم اشراكه في مراكز القرار ولن نشارك في السياسة الوطنية مادامت شروطها لم تنضج بعد ولا زال الحال على ما هو عليه "
سكينة اشلافتا طالبة جامعية بمدينة الدار البيضاء تقول : " انا لم أصوت و لما سأفعل وهؤلاء ينخرون في الوطن أكثر فأكثر، لما أصوت ولا يوجد ولا حزب واحد في المجموعة ككل يضع الشباب على رأس اللوائح ان كانوا هم لا يؤمنون بالشاب المغربي فكيف لنا ان نؤمن نحن بهم ؟، صوتي اغلى من ان ادلي به لهؤلاء، مثلا كنموذج الفصل 33 من دستور المملكة الجديد، حثّ الأحزاب السياسية على تأطير الشباب وتعزيز انخراطهم في الحياة السياسية، وفي تدبير الشأن العام، على أساس التعددية والتناوب بالوسائل الديمقراطية في نطاق المؤسسات الدستورية، ومنح الشباب فرصة للترشح للانتخابات التشريعية والجماعية... هل حدث فعلا ذلك ؟ لا ولم يحدث و لا اظنه سيفعل، لذلك انا بدوري لم افعل و لم اصوت "
مجموعة من الباحثين والمهتمين بالحقل السياسي المغربي يرجعون تفاقم افة العزوف عن السياسة في صفوف الشباب الى غياب التأطير الحزبي ضمن الاحزاب السياسية، هذه المؤسسات التي يوكل لها الدستور وظيفة تأطير المواطنين وادماجهم في الحياة السياسية لترسيخ قيم المواطنة فيهم.
ووفقاً للباحث في علم الاجتماع نورالدين زاهي " إن الاستطلاع والدراسات التشخيصية كانت تُظهر أن الانتخابات لن تشهد زيادة في مشاركة الشباب و النساء، لأن السياسة العامة في المغرب تستمر في التقليل من دور الشباب لأنها لم تتمكن حتى الآن من تفعيل نموذج عمل قادر على مسايرة مطالبهم والتعبير عن همومهم.
ويقول حسام هاب عضو المكتب الوطني لشبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي: " في اعتقادي أنه هناك تحول نوعي اليوم في تمثلات الشباب للمشاركة في الشأن السياسي فقبل الحراك "الديمقراطي" كان هناك اهتمام بالسياسة بشكل غير جلي على أرض الواقع في غياب تأطير المجتمع المدني والأحزاب والشبيبات الحزبية وهو ما كرس الطرح الذي يقول أن الشباب المغربي عازف عن السياسة. لكن بعد الحراك "الديمقراطي" وقع تطور على مستوى الاهتمام لعبت فيه شبكات التواصل الاجتماعي دورا مهما والتي أضحت فضاء للتعبير عن قضايا سياسية راهنة وصياغة رأي عام سياسي ولو كان افتراضيا لكنه مؤثر داخل المجتمع (قضية دانيال كالفان نموذجا) إضافة إلى بروز مبادرات شبابية انخرط فيها الشباب الذي ساهم في الحراك المغربي وهو ما يحتم علينا كفاعلين سياسيين الانخراط في هذه الديناميات وفتح آفاق أوسع للشباب للمساهمة في الفعل الديمقراطي في واجهته الانتخابية "
وبالرجوع إلى الدراسة التي أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط بالمغرب، بشأن “أكثر المنغصات والأحاسيس السلبية للمغاربة”، أشار البحث، إلى أن 68 بالمئة من المغاربة يرون أن ثقتهم في الأحزاب السياسية منخفضة أو منعدمة. كما أن 64 بالمئة من المستجوبين عبّروا عن ثقة منخفضة أو منعدمة تجاه المجالس المنتخبة، في حين تصل نسبة الأشخاص الذين لديهم نفس الإحساس تجاه البرلمان إلى 57 بالمئة.