ترى " عزيزة شكَاف " عضو المكتب التنفيذي للنساء و عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة و المعاصرة بالرباط، أن المرأة الصحراوية اقتحمت المجال السياسي عن قناعة أكثر من غيرها، وذلك نظرا للجو والبيئة التي تنتمي إليها. فمناطق النزاعات القبليّة تخلق نضجا سياسيا، وتدفع بقصد أو بغير قصد أبناءها و بناتها للتمرس على الحياة السياسية.
وتضيف السيدة "عزيزة" أن هذا النضج لا يعني بالضرورة ارتفاع نسب المشاركة النسائية في الحياة السياسية "فالنضج شيء و الإقبال على ممارسة الفعل شيء آخر".
و لرصد مدى نجاح إحدى التجارب التي أقبلت على المشاركة في المخاض السياسي، قابلنا المهندسة الشابة " العالية الحماني" عضو جهة العيون عن حزب الإستقلال، و التي كان لها الرأي التالي: " بالفعل مشاركة المرأة في الحياة السياسية فرضت استجابة لاستكمال النصاب القانوني كباقي مدن المملكة، لكننا نبقى بعيدين كل البعد عن المشاركة الحقيقية والفعالة للمرأة و تبوئها لمراكز متقدمة لاتخاذ القرارات و ذلك راجع للمستوى الفكري و انعدام التجارب السابقة لأن جل النساء حديثات العهد بالعمل السياسي، الذي يتطلب حنكة و تدربا على اتخاذ القرارات الصائبة، لكن على العموم تبقى مشاركة المرأة جد مشرفة و سليمة من كل الشوائب التي تحيط العمل السياسي."
المتتبع للانتخابات الجماعية والجهوية بالعيون ،التي نُظمت في شهر شتنبر من هذه السنة، يرصد اللائحة النسائية التي تقدم بها حزب الأصالة و المعاصرة، والتي لم تفز أي من المترشحات بها بمقعد في الجماعة.
قابلنا وكيلة اللائحة الشابة "السلامي أسماء"، التي أجابت عن عدم توفقها في كسب مقعد بما يلي: " إن المرأة في الأقاليم الجنوبية لم تحظى بعد بالتواجد الفعال الذي تستحقه. وبالنسبة لتجربتي كوكيلة لائحة كلها نساء من مختلف الفئات كانت تحديا قويا، رغم أننا لم نحظى بمقاعد، لكننا استطعنا إثبات أن المرأة لم تعد مغيّبة سياسيا بل يمكنها أن تكون قيادية مثلها مثل الرجل، و وضع لائحة 100%نساء هو خير دليل على الوعي السياسي بضرورة إشراك المرأة."
تتفق الآراء أن مشاركة المرأة الصحراوية في العمل السياسي لازالت خجولة، وليست بالقدر الكافي الذي يعكس التعداد السكاني حسب إحصاء 2014 والذي يشير أن المنطقة بها ما يقارب 284 ألف نسمة، وهذا لا يتماشى مع العدد الضئيل للنساء الموفقات في الحصول على مقاعد بالمجالس المنتخبة.
" منة اليحياوي" إعلامية شابة منحدرة من مدينة العيون، تشتغل بالقناة التلفزية الثانية، تُحَمِّل وسائل الإعلام، جزءا كبيرا من مسؤولية تواني المرأة عن المشاركة في المشهد السياسي.
فهي ترى من موقعها كإعلامية، أن حضور الثقافة الصحراوية بوسائل الإعلام الوطنية يقتصر على استحضار الجانب الفلكلوري،(العادات والتقاليد وطريقة الملبس و الاحتفال)، في حين لا تسلط وسائل الإعلام الضوء على المرأة الناجحة و السياسية و القيادية، ولنا أمثلة عديدة منهن رغم قلة الأسماء، حسب متحدثتنا.