و استخلصت الدراسة ان مشاكل المرأة لم يتم التطرق إليها بالمرة في برامج النقاش السياسي في التلفزيون، كما بينت أن ضيوف هذه البرامج من الفاعلين السياسيين حاولوا دائما إيصال صورة إيجابية حول المكتسبات و الطرح الإعلامي لقضايا المرأة. أما ضيوف البرامج من النساء فهن صامتات معضم الوقت في حين يحاول الخطاب الإعلامي السائد إرساء فكرة إيجابية حول مشاركة النساء في الإنتخابات.
كما بينت الدراسة أيضا أن الرجال دائما ما يغيبون عن النقاشات التي تعنى بقضايا المرأة
أما بالنسبة لشريط الأنباء فإن الوقت المخصص للمرأة لا تتجاوز نسبته، حسب الدراسة، ال12,6% في حين يتم الإلتجاء للرجال كخبراء سواء كانوا أساتذة جامعيين أو محللين سياسيين مما يوحي بأنهم أكثر مهارة وحرفية في مجال التحليل و التأطير.
كما تغيب المواضيع الخاصة بالمساواة بين الجنسين من الطرح الإعلامي و يبقى التحسيس بأهمية هذه القضايا شديد المحدودية.
من ناحية أخرى و في الصحافة المكتوبة، لاحظت الدراسة أن ذكر الحالة الإجتماعية للمرأة يفوق بكثير ذكر الحالة الإجتماعية للرجل (153 مرة بالنسبة للنساء مقابل 54 مرة فقط بالنسبة للرجال) و يتم التركيز على هذا الموضوع خصوصا عندما تكون المرأة عزباء أو مطلقة أو أرملة بينما تذكر صفة متزوج بالنسبة للرجال هذا إن ذكرت أصلا. كما يغلب حضور الذكور على حضور الإناث في عينات البحث .
من هذا المنطلق، أوصت الدراسة بخلق دليل موجه للصحفيين المحترفين لضمان تغطية مناسبة و منصفة للمواضيع المتعلقة بالمرأة خلال فترة الإنتخابات.
هذا و صرحت رئيسة جمعية "إنطلاقة" و العضو في فريق المتابعة الخاص بالدراسة، ثريا العمري، أن " نتائج البحث يجب أن يتم تطويرها و تحليلها حسب مختلف السياقات في المغرب".
أما فدوى الرجواني ، عضو اللجنة الإدارية لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوى الشعبية، فتذكر بالسياق الحالي للقضية و بالفجوة بين المنشود و الإمكانيات الحقيقية و الواقعية التي يسمح بها الواقع الإجتماعي و الثقافي مضيفة أن " مطالبة التيار التقدمي و الديمقراطي بتحرير المرأة و بالمساواة و الإنصاف لا يعني بأي حال من الأحوال أن كل هذه المطالب قابلة لأن تتحقق الآن و هنا... إنه فقط تعبير عن مبادئ توجه العمل النضالي للقوى التقدمية من أجل مستقبل أفضل للمرأة و للمجتمع".
محدثتنا ترى أن المشكل يكمن حتى داخل الأحزاب السياسية مصرحة : "لازلنا نعاني من العقلية الأبوية أو ما يعبر عنها بالبترياركية حتى عند ممارستنا السياسة داخل الأحزاب" معترفة في الآن نفسه بوجود تقدم طفيف في موضوع تمثيلية المرأة داخل المؤسسات ومدى مشاركتها في الحياة السياسية عموما في المغرب.