بكثافة سكانية تكاد تتجاوز 238 ألف نسمة حسب إحصاء سنة 2014 ومساحة 23.910 كلم مربع، مدينة العيون تتوفر فقط على مستشفيين، في غياب تام للقطاع الطبي الخاص !
بين جبال الاطلس الشامخة صمت طبيعي لا يكسرجموده سوى تغريدات الطيور و صدى صوت عجلات السيارات البعيدة التي تذوب في روحانية المكان لتصنع سمفونية متراصة النوتات، هذه الجبال الهادئة تحتضن في عمقها غموضا نوعيا وصاخبا بمجموعة من الاستفهامات ، سنأخدكم لهذا العالم لنسافر على بساط البحث بين الواقع والعلم والتخييل عالم الغرائب و العجائب، هنا مقام ملك الجن "شمهروش "، أو لِنَقُلْ هكذا يقول أتباعه والمؤمنون بهذه الحكايات.
لا يزال سكان دائرة ألنيف يتذكرون تلك الحادثة المأساوية التي وقعت سنة 2013، حين توجهت فاطمة بن يشو بعد وضع توأمها إلى المستوصف المحلي بألنيف لتوقيف نزيفها الدموي، لكن انعدام التجهيزات بالمستوصف المحلي استوجب نقلها الى مدينة الرشيدية (حوالي 200 كلم عن مركز ألنيف)، غير أنها لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بنزيف حاد على بعد ثلاث كيلومترات من المستشفى.
الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة لشهر شتنبر المنصرم، رصدت مشاركة نساء شابات مثقفات بالصحراء، توفق بعضهن وبعضهن الآخر فشل، لكنهن لم يرين في الفشل إلا خطوة للإصرار على تكرار المحاولة.
العلاج عند أهل الصحراء ظل يعتمد منذ سنوات طويلة على الأعشاب الصحراوية، حيث أدت كل نبتة دور المعالج لداء معين لم تخن فيها يوما ثقة الصحراويين بقدرتها على القضاء على آلامهم. و رغم حضور الطب الحديث بقوة بين أوساط المدن الصحراوية، و انتشار الصيدليات التي تبتاع الأدوية المصنوعة في مختبرات العلم الحديث، إلا أن الصحراوي لم يتخلى عن أعشابه التي لم تخنه يوما في صحرائه، فلا يكاد يخلو بيت منها.
330 حالة عنف أسري سجلها مركز أم السعد لاستقبال واستماع النساء ضحايا العنف بمدينة العيون لموسم 2014/2015 فقط، تتنوع بين عنف جسدي، نفسي، مادي وغيره...
مهنة البناء هي من أصعب المهن التي يمكن للمرء أن يتحملها خاصة في ظل التغيرات المناخية اليومية في مدينة العيون حيث يقضي عمال البناء يومهم في العمل من الساعة السابعة صباحا حتى الساعة الخامسة مساءا و أحيانا إلى الساعة السابعة ليلا لإتمام عملهم.
"يحدث أن تسافر بعيدا كي تكتشف غنى تاريخك وثقافتك وقيمة الأشياء القريبة منك". هذا بالضبط ما حدث لحليم السباعي، رئيس جمعية "الزايلة"، بصحراء محاميد الغزلان، في الجنوب الشرقي للمملكة المغربية. سافر الشاب، ذو الأربعين ربيعا، تلبية لدعوة مهرجان "باليو" بسويسرا، منذ ست سنوات، وخلال حضوره لفعاليات "قرية العالم" هناك، اكتشف عمق المشترك الحضاري الذي يجمع سكان منطقة الساحل والصحراء والتحديات المشتركة التي يتقاسمها الفاعلون المدنيون في المغرب ومالي وموريتانيا.
أجمع مجموعة من الشباب ينحدرون من الجنوب الشرقي على أن الفقر واللغة يعدان أبرز الأسباب التي تحول دون مواصلة معظم الطلاب للدراسة الجامعية، كما كشفوا عن بعض المعيقات الأخرى، وكذا المقترحات التي يمكن أن تكون عبرة للأجيال الصاعدة.
كنت التقيته من قبل، قرب محطة القطار "الدارالبيضاء المسافرين"، وحين تقدم مني والمطر يهطل خفيفا في ذلك المساء القارس بالرباط، كانت ملامحه قد تغيرت قليلا. صار أكثر نحافة، لكن ثيابه الصوفية أكثر نظافة، مقارنة مع لباسه الخفيف الذي التقيته به منذ شهور بالدارالبيضاء. الشئ الوحيد الذي لم يتغير فيه: طريقته المؤدبة في طلب المساعدة بالدارجة المغربية. قلت له، بالإنجليزية: "كيف حالك فابيان؟". تراجع قليلا إلى الوراء، وأنهى انحناءة صغيرة لكتفيه، وفي عينيه برز بريق تفاجئ وشك وحيرة. أدركت أنه لم يتذكرني، فلست سوى واحدا من المئات الذين يطلب منهم المساعدة قرب محطات القطار يوميا.