وفي الأشهر الأخيرة بدأت السلطات الليبية في فرض ضرائب على السّلع الدّاخلة الى تونس عبر المعبر ،ما أدّى الى حالة احتقان كبيرة في صفوف التجار والأهالي.
هذا الاحتقان أدّى إلى غلق الطريق الدولي الرئيسي الرابط بين البلدين من قبل أهالي بنقردان ،الذين دخلوا في اعتصام مفتوح منذ أكثر من أسبوعين. اعتصام قطعوا به الطّريق المؤدية إلى المعبر حيث تعطّلت حركة العبور في الاتجاهين ولم يعد يُسمح إلاّ بمرور سيارات الإسعاف والحالات الإنسانية العاجلة ،أو لليبيين العائدين الى ليبيا أو التونسيين القادمين إلى تونس .
هذا الاعتصام الذي تبناه الاتحاد الجهوي ،التابع للاتحاد العام التونسي للشغل ،النقابة الأكبر في البلاد ،وترعاه مختلف منظمات المجتمع المدني في المدينة ،اختار له القائمون عليه شعار "سيب بن قردان تعيش" (أترك بنقردان تعيش) .
ويرفع المعتصمون جملة من المطالب أهمها إلغاء الضرائب المفروضة على السلع من الجانب الليبي ،كما يطالب المعتصمون بتفعيل المشاريع التنموية المعطلة وتوفير مواطن شغل بديلة .
ويقول أحد القائمين على الاعتصام لـ"أصوات الكثبان" :" نحن ننفذ هذا التحرك الاحتجاجي منذ أسبوعين و سنستمر فيه الى حين تحقيق مطالبنا المتمثلة أساسا في رفع الضرائب من الجانب الليبي على السلع الدّاخلة إلى بنقردان" .
ويضيف :" معظم سكان المدينة يشتغلون في التجارة ،ومعبر راس جدير هو مصدر رزقنا الوحيد في بنقردان ،و مع ذلك ستظل حركة العبور متوقفة بين البلدين ،ولن نسمح الا بمرور سيارات الإسعاف أو الحالات الإنسانية العاجلة" .
ويقول الشريف الزيتوني أحد نشطاء المجتمع المدني في المدينة بأنّ "المطلب الأساسي للاعتصام هو إلغاء الضرائب على السلع في المعبر ،وحسن المعاملة في الجانب الليبي فالتجار التونسيون يتعرضون الى الكثير من المضايقات والمتاعب وحتى الإهانات اللفظية والجسدية. كما نطالب بتوفير مصادر تنموية بديلة لأبناء بنقردان ،فليس معقولا أن يبقى مصير جهة كاملة معلقا دائما بهذا المعبر ،نريد مشاريع تشغل الشباب حتى لا تكون التجارة مع ليبيا مصدر الرزق الوحيد في المدينة" .
ويهدف الاعتصام بحسب القائمين عليه إلى الضغط على السلطات في البلدين لرفع الضرائب المفروضة من الجانب الليبي ،وتوفير مشاريع اقتصادية بديلة من قبل السّلطات التونسية .
وفي هذا السياق انتقد المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية ما أسماه "الصمت الحكومي تجاه المطالب التي يرفعها أهالي بن قردان" داعيا في بيان له الجهات الحكومية إلى "الإسراع بالتدخل لفائدة المحتجين مع الجهات الرسمية في ليبيا مما يسمح للمعبر بالعودة إلى سالف نشاطه ويخفف من حدة التوتر الذي تعيشه الجهة منذ عدة أيام".
في المقابل ،اتصلت "أصوات الكثبان" بمعتمد بنقردان السيد عمر الكوز الذي أكّد أن "المفاوضات قائمة مع الجانب الليبي على مختلف المستويات بدءا من حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج وصولا للقائمين على المعبر من الجانب الليبي"
مضيفا بالقول أنّ "السلطات المحلية تتبنى مطالب المعتصمين وتسعى لتحقيقها في اسرع الوقت".
وفي الأثناء يواصل أهالي مدينة بن قردان اعتصامهم المفتوح ،وسط تعطّل تام للحركة بين الجانبين التونسي والليبي ،مع احتقان كبير وتلويح المعتصمين بالتصعيد في انتظار إجراءات ملموسة من قبل الحكومة أو الجانب الليبي على المعبر .
محمد بالطيب