خلال هذا العام أحصت الارقام غير الرسمية وفاة اثنين من العمال المهاجرين من جنسية إيفوارية الأول سقط في حضيرة أشغال دفن ودفنت معه أحلامه وحفظت القضية و الشاب الثاني مات مختنقا بالغاز وبظروفه المعيشية السيئة ..وضعية تنتظر تحيينا في الإطار القانوني يلائم الانسان .

طفت في الفترة الأخيرة على سطح واقعنا ظاهرة الاستغلال الجنسي للعاملات الافريقيات. ظاهرة تسيء إلى صورة المجتمع التّونسي في ذهن هؤلاء اللاّتي اعتبرنه بداية الجنّة الموعودة؛ صورة مهينة للمرأة عموما وللمرأة القادمة من وراء الصحراء الافريقية بشكل خاص .

يعتبر معبر راس جدير الحدودي بين تونس وليبيا مصدر الحياة الرئيسي في مدينة بنقردان التونسية الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي للبلاد ،حيث يعتمد الأهالي أساسا على التجارة البينية والتهريب وتجارة العملة ،وترتبط الحياة أساسا في المدينة بهذا المعبر وهو الأكبر بين البلدين .

ومع إنشاء الدّولة التونسية للمنطقة العسكرية العازلة على طول الحدود مع ليبيا والتضييق على حركة التهريب والتجارة الموازية تحوّل المعبر إلى مصدر الدخل الوحيد لسكان المدينة.

إنّ التطورات الأمنية والعسكرية التي تشهدها ليبيا وسوريا تثير مخاوف دول الجوار وخاصّة تونس والجزائر وتركيا من تسلل الإرهابيين إلى أراضي هذه الدّول عن طريق الحدود المشتركة. ولعلّ حدود ليبيا الغربيّة مع تونس والجزائر هو أكثر محور مثير للتّخوّفات.

شبح الفوضى العارمة التي تسود في ليبيا يخيّم على مستقبل البلاد التونسية، خاصة في ما يتعلّق بالوضع الأمني و الآفاق الاقتصادية. فالمواطنون في الجنوب التونسي يجدون أنفسهم في مواجهة المجهول تماما و يعيشون في حالة خوف شامل.