منذ عام ألفين وأحد عشر، تتواصل معاناة أهالي الضحايا والمفقودين، وقد ارتفع عددهم إلى قرابة خمسة آلاف شخصا وفق إحصائيات الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء والمفقودين. وقد أكد أهالي المفقودين خلال مشاركتهم في فعاليات اليوم العالمي للمفقودين الموافق ليوم 30 أوت من كلّ سنة تواصل معاناتهم وتجاهل السلطات المعنية لملفات ذويهم، إلا أن مكتب الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء والمفقودين ببنغازي يؤكد تضامنهم التام مع الضحايا واستمرار بحثهم عن المفقودين.
عرفت تونس في بدايات سبتمبر 2016 عديد الاجتماعات المطوّلة بين الفُرقاء اللّيبيّين للحديث حول المصالحة في هذا البلد الّذي ما فتِئت تنخره الحرب منذ أكثر من خمس سنوات. وإشكال المصالحة ليس سهلا على الإطلاق في بلد عاش أربعة عقود من الحكم الفردي تخلّلتها مختلف أوجه الانتهاكات وانجرّت عنها مئات الضّحايا. ثمّ تلت ذلك، إثر سقوط حكم القذافي، مشاحنات عنيفة طيلة الخمس سنوات الأخيرة وصلت إلى مستوى الحرب الأهليّة يجب كذلك تقييمها ومحاسبة الآثمين خلالها.
يبدو أنّ الأزمة بين مصراتة وتاورغاء في طريقها إلى الحلّ بعد أن وقع كل من رئيس لجنة حوار مصراتة المكلفة من المجلس البلدي مصراتة، ورئيس لجنة حوار تاورغاء، المكلفة من المجلس المحلي تاروغاء، على محضر اتفاق بين الجانبين بشأن عودة النازحين والمهجرين وتعويض المتضررين جراء الأحداث التي شهدتها الفترة من 17 فيفري 2011 إلى 11 أوت 2011، في خطوة نحو تسوية الأزمة بين الجانيبن.
الأخبار القادمة من طرابلس تشير إلى أنّ الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة ستواصل السعي للحصول على موافقة البرلمان الذي يتخذ من شرق البلاد مقرا له على الرغم من تصويت أعضاء هذا المجلس برفض الحكومة. وتحاول حكومة الوفاق الوطني توحيد العديد من الفصائل المتنافسة التي تقسم ليبيا منذ سقوط معمر القذافي في 2011 والحصول على دعم برلمان الشرق لإنجاز الاتّفاق الّذي وقع التّوصّل إليه في الصخيرات بالمغرب منذ ديسمبر 2015.
قطاع التعليم شهد عمليات تخريب ممنهجة خلال العقود الأربعة الماضية للنظام السابق، أنتجت مستوى متدنيًا جدًّا في جميع المجالات التعليمية، وترك طوابير من العاطلين عن العمل غير المؤهلين على الرغم من الشهادات العليا التي يحملونها.
رغم الاستقرار النّسبي للأوضاع الأمنيّة في تونس وتركيز السّلطات هناك لعديد الآليّات لمراقبة الحدود التّونسيّة اللّيبيّة ورغم اهتمام الجزائر كذلك منذ 2011 بحماية حدودها مع ليبيا. هذه الحدود القليلة الحركة والّتي تقتصر على مرور المواطنين العابرين. فإنّ ليبيا ما زالت تثير مخاوفا كمصدر لسلاح المجموعات المسلّحة في منطقة شمالي افريقيا ودول السّاحل والصّحراء.
إنّ المناوشات بين المجموعات المسلّحة، الّتي تعرفها طرابلس في هذه الأيّام الأخيرة من شهر أوت، تعيد إلى سطح الأحداث إشكاليّة مصير الشّباب المسلّحين في ظلّ حكم مدني. هذه الإشكاليّة الّتي طُرِحت منذ دخول فايز السرّاج وحكومته إلى طرابلس موفّى شهر مارس الماضي ولكنّ حكومة الوفاق لم تجد حلاّ لهذه المعضلة خلال الخمسة أشهر الّتي قضتها في السّلطة.
مرّت اليوم أربع سنوات على مأساة تهجير أغلبيّة سكّان مدينة تاورغاء عن ديارهم. وتتعدّد الأرقام المتعلّقة بهذه الحملة الممنهجة الّتي قامت بها ميليشيات مسلّحة قادمة من مدينة مصراطة المجاورة ولكن لا أحد ينزل تحت 15.000 مهجّرا قسريّا عن تاورغاء الّتي أصبحت مدينة شبحا.
كثيرا ما سمع متساكنو الصّحراء في ليبيا وتونس والجزائر كلمات مثل مقاومة التّصحّر وتحسين ظروف العيش. ولكنّ المشاريع المنجزة لم تتعدّ بعض الضّيعات النّموذجيّة واقتصرت على عشرات الهكتارات.
يد تبني وأخرى تحمل السلاح ضد الإرهاب، تختزل هذه العبارة واقع الحال في مدينة بنغازي، ففي الوقت الذي حققت فيه قوات الجيش انتصارات واسعة على الجيوب الإرهابية في المدينة، عنيت الدوائر الأمنية والصحية والتعليمية في المدينة بالنهوض بمؤسساتهم، وتفادي العراقيل التي تضعها الأوضاع الأمنية أمام إعادة إعمار بنغازي.