مع اقترب قوات المجلس الرئاسي الليبي من إنهاء وجود تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في معقله الرئيسي سرت، بدأت تثار أسئلة كثيرة حول مرحلة ليبيا ما بعد تحرير المدينة. ولا شك أن نجاح قوات المجلس الرئاسي في طرد "داعش" من سرت سوف يزيد من تعزيز شرعيتها في الداخل والخارج، ولكن تبقى أسئلة شائكة عن مرحلة ما بعد سرت، أبرزها مصير هذه القوات بعد تحرير المدينة، وما سيكون مصير قائد "عملية الكرامة" اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقواته وحلفائه السياسيين في برلمان طبرق، إضافة إلى كيفية التعاطي مع المجموعات المتطرفة الأخرى المنتشرة في البلاد.
لقد كُتب الكثير عن المهجرين من شعبنا، ولكن يبدوا انه لا من يقرأ ولا من يهتم من حكام الصدفة العابثين! انه من تداعيات
ذوو الاحتياجات الخصوصية في ليبيا يعتبرون الدّستور الجديد فرصة لتقنين التّشاريع الّتي تمنح لهم أولويات تعين على إدماجهم في المجتمع مثل الأقليات الأخرى.
بعد أن ارتضت الأطراف اللّيبيّة المتنازعة الاتفاق السياسي الموقع في 17 ديسمبر 2015 بمدينة الصخيرات بالمملكة المغربية وتعهدت بتنفيذها أمام الليبين وأمام مجلس الأمن وأمام الجامعة العربية وحُشِد لها التأييد الدولى، رصد الحقوقيون خرق شروط جوهرية للاتفاق السياسي الليبي والقانون الانساني الدولي والاعراف الدولية والمواد 5 و6 و7 من النظام الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية بما يهدر قيم العدالة وحقوق الضحايا ويهدد مستقبل ليبيا ومشروع مصالحتها الوطنية ووجودها ويهيئ لفترة طويلة من عدم الاستقرار وتشجيع انتهاكات حقوق الإنسان وشرعيتها والإفلات من العقاب.
شهر واحد من القتال كان كافيا للقوات الموالية لحكومة فايز السرّاج للدّخول إلى مدينة سرت ولم يعد يسيطر أتباع تنظيم داعش سوى على الحيّ المركزي بالمدينة المسمّى بمجمّع واقادوقو والذي يقيمون فيه مؤسّساتهم. وضعيّة تجعل الأخصّائيّين والمحلّلين يتساءلون حول ما قد يترتّب عن هذه الهزائم المتتالية لتنظيم داعش بكلّ من سرت و درنة و صبراطة، خاصّة وأنّ للتّنظيم موالون حتى في طرابلس.
لا تجد في ليبيا اليوم، شرقها وغربها وحتّى جنوبها، من لا يتحدّث عن مشكل السّيولة خاصّة مع دخول رمضان ومجيء الصّيف وما ترتبط به من مناسبات ورحلات. فعموم المواطنين يحمّلون السّياسيّين بمختلف مشاربهم هذه الأزمة.
ارتفع في الأسابيع الأخيرة نسق الهجرة السرّيّة عبر المتوسّط وارتفع معه نسق توافد الجثث على السّواحل شمال وجنوب المتوسّط حسب وجهة الرّياح فتقاسمت الجزر اليونانيّة وكريت والسّواحل المصريّة واللّيبيّة ضحايا مركب عبثت به الرّياح وبعثت إلى التّهلكة 700 مهاجرا. ساحل زوارة، غرب ليبيا، كان هو الآخر مصبّ ضحايا مركب آخر.
ساعدت القوّات الخاصّة البريطانية قوّات مصراطة على استرجاع القرى التي احتلّها تنظيم داعش لمدّة خمسة عشر يوما منذ بداية شهر ماي 2016 و على التقدّم نحو مدينة سرت عاصمة ما يعرف بالدّولة الإسلامية في ليبيا. و لقد تكبّد مقاتلو النظيم خسائر ثقيلة جدّا أثناء هذه المعارك.
لم تتحسّن الأوضاع الماليّة في ليبيا رغم وعود مصرف ليبيا المركزي ورئاسة حكومة الوفاق منذ دخولها إلى طرابلس منذ قرابة الشّهرين ويؤثّر هذا الوضع بشكل حاد على المواطنين، يعتبر المصرفيون والمحللون أنّ عدة أسباب تقف وراء الأزمة، وخاصّة الانقسام السياسي والمشاكل الأمنية، وتوقف تصدير النفط وهبوط أسعاره في السوق العالمية، إلى جانب انعدام الثقة بين المصارف التجارية والعملاء، الذين سحبوا إيداعاتهم.
عن مسيرة المرأة الليبية وما جنته من الثورة تقول سميرة المسعودي، رئيسة الاتحاد النسائي الليبي: “إن المرأة الليبية تم تغييبها خلال فترة حكم القذافي رغم وجود قوانين تضمن حقوقها، أما بعد الثورة فقد تضاعفت التحديات لضمان مكاسبها ومنها التحديات الاجتماعية المتمثلة في توعية الليبيين أنفسهم بأهمية تفعيل دور المرأة، كما أن هناك تحديات سياسية تتمثل في التخوف من التوجهات الإسلامية المتطرفة التي يمكن أن تضع فصولا في الدستور ترسخ التراجع عن مكاسب المرأة وحقوقها”.