وحتى تتجنب موريتانيا التبعات الكارثية لغزو الجراد الصحراوي على سكان الأرياف كما حصل في الأعوام القليلة الماضية ،أطلقت وزارة الزراعة منتصف شهر سبتمبر2016 حربا استباقية على الجراد الصحراوي، من خلال ارسال فرقتين بريتين تنضافان الى خمس فرق برية تتوزع على الشريط الجنوبي والشرقي للبلاد منذ بداية موسم الامطار الحالي، وذلك للاستكشاف عن آفة الجراد المهاجر التي بدأت تنشط مع مطلع شهر سبتمبر من العام 2016.
وتقولُ وزارة البيئة الموريتانية انها تبذل جهودا كبيرة للتصدي لهذه الآفة ،عبر استراتيجية المكافحة الوقائية التي تعتمد على مراقبة أماكن انطلاق وتكاثر الجراد بصفة دائمة والقضاء على تجمعاته الاولية ،عن طريق عمليات المكافحة المبكرة على مساحات محدودة قبل انتشاره.
وتُشيرُ الحكومة الموريتانية من خلال تقارير حصلت عليها "أصوات الكثبان" الى أنها تعول كثيرا في حربها على الجراد الصحراوي على شركائها في المجال ،خاصة منظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" وهيئة مكافحة الجراد في المنطقة الغربية .
ويقولُ المركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي بنواكشوط ، انه وضع خطة عمل للاستكشاف والمكافحة، تستهدف معالجة 30 ألف هكتار كاحتمال أدنى و60 ألف هكتار كاحتمال وسط و100 ألف هكتار كأقصى احتمال،مبينا أن تنفيذ هذه الخطة يعتمد أساسا على الموارد الذاتية للمؤسسة باستثناء 100 ألف دولار على شكل هبة خارجية بالإضافة الى جهود الدولة المتمثلة في اقتناء ثماني سيارات عابرة للصحراء بتكلفة بلغت 100 مليون أوقية، مما سيعزز قدرات تدخل المركز في مجال المكافحة الوقائية والاستكشاف.
ويتحدثُ المركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي في خطة عمل أطلعنا عليها عن الآفاق المستقبلية للمركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي، معتبرا أن اتساع رقعة البلاد ووجود مناطق وعرة أمور من بين أخرى، جعلت المركز ينوي القيام بتجارب على تقنيات حديثة من ضمنها استخدام طائرات بدون طيارين ،سيتم تجريبها خلال شهر نوفمبر المقبل اضافة الى تنظيم دورات تكوين مستمرة واستعمال مبيدات بيولوجية بديلة للمواد الكيماوية .
وينوهُ المركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي بتجاوب سكان الريف الموريتاني مع المركز في توفير المعلومات الدقيقة حول ظهور أو اجتياح الآفة لآي منطقة من البلاد عبر وسائل الاتصال الحديثة ،مما ساعد كثيرا على التدخل المبكر لفرق المكافحة والاستكشاف.
وذكرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في تقرير لها صدر مؤخرا أن حالة المجاميع الرعوية من الجراد الصحراوي في المناطق الحدودية الموريتانية تستدعي مراقبة دقيقة ، حيث يستدل من مؤشرات قوية أن مربي الماشية يتحركون ومنذ وقت مبكر وعلى غير عادتهم ومعهم حيواناتهم ، بحثاً عن الغذاء والأعلاف من المناطق المصابة إلى المناطق التي تؤمن لهم غطاء نباتي أفضل رغم تعرضها أصلا إلى الرعي الجائر.
وتقولُ المنظمة انه رغم وجود العديد من أسراب الجراد في الوقت الحاضر على الحدود الموريتانية المالية، فإن تأثير هذه الآفات قد بدأ يخف تدريجياً في كل من مالي والسنغال والمغرب ، حيث أن الجراد يتحرك حالياً باتجاه موريتانيا من عدة محاور ، مما يتطلب يقظة دائمة من الجانب الموريتاني للقضاء مبكرا على آفة الجراد الصحراوي.