فبجمل تكتب على الحيطان بخط عريض تمتزج فيها الفصحى بالدارجة المحلية الحسانية من قبيل "نشكو إلى الله من بول من بال هنا ، هنا لا يبال فيه" يحاول بعض السكان إبعاد الظاهرة عن منازلهم وعن دور العبادة التي أصبحت مقترباتها مراحيض مفتوحة في الفضاء.
وقد نظمت منظمات دولية ومنظمات المجتمع المدني في موريتانيا العديد من الملتقيات للتوعية بمخاطر الظاهرة كما تم تسيير عشرات القوافل التحسيسية لحث السكان على استخدام المراحيض والتخلي الطوعي عن ظاهرة التبرز في العراء التي تشكل تحديا حقيقيا أمام المساعي الهادفة إلى إحداث قطيعة مع حياة البدو المتأصلة رغم الجهود المبذولة لتحقيق ذلك، فيما لجأ بعض سكان المدن إلى الكتابة على الجدران لتنبيه سالكي الشوارع بأن التبول ممنوع في تلك المنطقة، ولجأ بعضهم "للدعاء والشكوى إلى الله ممن يفعلون ذلك".
محمد ولد شيبة هو صاحب محل تجاري بألاك يقول إنه لجأ للكتابة على الجدار لزجر من يحاول التبول في شارعه وتعمد الدعاء على الفاعلين لعلمه أنهم من جيرانه ويتركون منازلهم رغم توفرها على مراحيض خاصة ويتبولون في الشارع لأنهم اعتادوا في البدو على التبول في الفضاء المفتوح ويرون أن دخول المرحاض يؤدي إلى الاختناق، غير آبهين بما تسببوا فيه من مشاكل بيئية وإرغام المارة على السير بحذر شديد في الشوارع.
ويقول أحمد سالم ولد الأمين ناشط جمعوي بمدينة ألاك عاصمة محافظة ولاية لبراكنة إن الجهود الحكومية المبذولة للقضاء على الظاهرة مهمة جدا واستطاعت تحقيق نتائج جد إيجابية غير أنها تبقى ناقصة ما لم يتم العمل على بناء مراحيض تجارية في الأسواق والأماكن الحيوية في المدن و بمحاذاة المباني الإدارية والمنشآت الخدمية التي يكثر الإقبال عليها لخلق بديل يمكن أن يشكل حافزا للسكان، فضلا عن بناء مراحيض في الوسط الريفي للأسر ذات الدخل المحدود.
ويضيف ولد الأمين أن على المنظمات العاملة في المجال أن تتولى بنفسها مهمة الكتابات التحذيرية على الجدران لأن ترك تلك المهمة للعامة قد تأتي بنتائج عكسية حينما تتم كتابة شعارات تكثر فيها الأخطاء الإملائية أو تحذر من التبول في منطقة بشكل مثير للسخرية فيتعمد الناس فعل ذلك.
وترى إدارة المياه والصرف الصحي بمحافظة لبراكنة أن أكثر من 200 تجمع سكني أعلن التخلي الطوعي عن التبرز في العراء بعد جهود تحسيسية تم بذلها منذ العام 2011 أدت لتنامي الوعي الصحي خصوصا بين سكان المناطق الوعرة وهي نتائج تشجع على مواصلة العمل وإيفاد المزيد من البعثات التحسيسية.
وحول بناء مراحيض عمومية في الأسواق ترى الإدارة أن تلك الفكرة تبقى مهمة وقد يتم بناؤها لصالح المجالس المحلية لتوفر فرص عمل لبعض العاطلين وتساهم في الجهود الهادفة إلى إعطاء المدن واجهة تليق بها كمدن عصرية تختلف عن الحياة في الريف والبدو.