هذه الحالات وغيرها ترشد إلى الأسباب الكامنة وراء ارتفاع نسبة الإجهاض بين النّساء وكذلك نسبة وفايات الاطفال سواء عند الولادة أو تحت الخمس سنوات في المجتمع الموريتاني.
وتفيد الدّراسات بأنّ سوء التغذيه وضعف المتابعة الطبّيّة هي من الأسباب الأساسيّة للمشاكل الصحيّة للأمّ والطفل في موريتانيا. أضف إلى ذلك ٱفتقار الهياكل الاستشفائيّة في موريتانيا إلى التّجهيزات والإطار الطبّي الضّروري للرّعاية الصحّيّة خاصّة في الدّاخل الموريتاني وحتّى في الأحياء المهمّشة المحيطة بنواكشوط فمركزية العاصمة لاتتناسب مع الحالة المادية لمعظم سكان الأرياف.
وقد قال الأمين العام لوزارة الصحة إنّ معدلات وفيات الأمهات والأطفال ما تزال مقلقة في موريتانيا حيث يرتفع معدل وفيات الأطفال من الولادة وحتّى سن المراهقة إلى حدود 122 في الألف، في حين تبلغ وفيات الأمهات 686 لكل مائة الف ولادة حية.
كما صرحت خبيرة التغذية عربية اهلنا :ان المحرك الأساسي لمواجهة هذا الخطر النّاجم عن الوفايات المرتفعة للأمّ والطفل هو حملات التوعية والتحسيس بأهمّيّة الأغذيه التي يجب ان تتناولها المرأة الحامل وتوفير هذا الغذاء سواء من قبل المعنيّين بالأمر أو من طرف الجهات المعنية بالنّسبة للفئات المحتاجة فالغذاء يُعتبر حجر الزاويه.
وتضيف الخبيرة بأنّ التقرير الأخير لمنظمة الصحه العالمية يشير إلى وجود خطر محدق في عديد المناطق الرّيفيّة بموريتانيا بسبب سوء التغذيه خاصة فيما يعني الأم والطفل. فبعض هذه المناطق مهدّدة أصلا بالمجاعة وسكّانها غير متأكّدين من توفّر غذائهم.
هذا وتعتمد الحكومه الموريتانيه، بدعم من المنظّمات العالميّة، مجموعة من الخطط من أجل التغلّب على هذه الظاهرة والمساعدة على الحد من انتشارها. وقد قررت السلطات العمومية في الاسبوع الوطني السابع للصحة الانجابية بذل كل الجهود لبلوغ اهداف الألفية للتنمية خاصة منها الهدفين 4 و5 من اجل التّخفيض بنسبة الثلثين لوفيات الأطفال دون سن الخامسة عشر بحلول 2015 إضافة الى تخفيض ثلاثة ارباع وفيات الامهات بحلول نفس السنة.