وبالرغم من أن المدينة الأهم في المنطقة تقع على تقاطع طرق يربط بين العديد من المحافظات الداخلية إلا أن افتقارها للبنى التحتية في مجالات حيوية كالرياضة والسياحة ظل العنوان الأبرز من بين عناوين أخرى تعد العقبة الأهم أمام تنمية المحافظة التي يعتمد اقتصادها على مجالات التنمية الحيوانية والزراعة المطرية رغم انخفاض منسوب الأمطار سنويا مقارنة مع بقية المحافظات الشرقية للبلاد. فالمنشآت الرياضية بالمدينة لا تتعدى ملعبا بلديا وحيدا غير مجهز ودار شباب شيدت بوسط المدينة قبل عقود.
ويشهد الملعب البلدي بألاك خلال ليالي رمضان توافد العشرات من الشباب للمنافسة في الكرة الحديدية. وقد أقاموا بجهودهم الخاصة إنارة حيز ضيق من الملعب لممارسة هذه اللعبة فيما أحالت عدم إنارة باقي أجزاء الملعب من تنظيم مباريات ليلية في كرة القدم، وبقي النشاط في أجزائه الأخرى مقتصرا على الرياضة الفردية للأشخاص.
ويقول با حسن وهو أحد شباب المدينة إن الأماكن الرياضية رغم قلتها في المدينة إلا أنها تبقى الوجهة المفضلة له ولزملائه لممارسة الرياضة والتهوية بعد تناول وجبة الإفطار وأداء صلاة التراويح في رمضان، معتبرا أن التحدي الأكبر أمام الشاب في المدينة هو افتقاره لروح المبادرة وإقامة منشآت صغيرة بجهود خاصة بدل الاكتفاء بتشبيك السواعد في انتظار ما ستقدمه السلطات الرسمية في هذا المجال.
أما نسيبة منت عبد الودود فترى أن انعدام الإنارة في العديد من الشوارع وداخل الملعب البلدي أمور تجعل من الذهاب إليه مجازفة في ليالي رمضان مؤكدة أنها تفضل المشي سيرا على الأقدام لمئات الأمتار جيئة وذهابا في أحد الشوارع القريبة من منزلها بالضاحية الشرقية للمدينة رغم افتقارها لمناظر جذابة.
ويقول إنجيه ولد سيدي وهو عضو الشبكة المقاطعية للشباب إنه أقام في العام 2013 قاعة رياضية مجهزة بأموال اقترضها من صندوق الإيداع والتنمية الجهوي في نفس السنة غير أن ضعف الإقبال عليها في بقية أشهر العام بعد انتهاء رمضان وانعدام الدعم الحكومي لها مع ارتفاع تكاليف تسديد فواتير المياه والكهرباء والإيجار جعل المشروع يتوقف بعد شهرين فقط من انطلاقته، معتبرا أن المدينة تحتاج إلى استثمار في مجالات الفندقة والمنشآت الرياضية المختلفة ومقاهي الإنترنت لتنال مكانتها كمدينة تشكل عاصمة إدارية لمحافظة كبرى تقع في وسط البلاد.
وتتقاطع تصريحات إنجيه ولد سيدي مع تصريحات العديد من النشطاء الشباب الذين يطالبون بتسليط الضوء على الحاجيات الماسة للمدينة في مجالات البنية التحتية وضرورة خلق وتوفير فضاءات ثقافية لتكون قادرة على احتضان بعض الأنشطة المهمة على المستوى الوطني والإقليمي، معتبرين أن ضيق اليد وانتشار البطالة أمور تجعل الشباب غير قادر على اتخاذ مبادرات تذكر.
وترى المندوبية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة أن جهودا حكومية تم بذلها خلال السنوات الماضية للنهوض بالقطاع على مستوى المحافظة وتوفير متطلبات المدينة عبر تخصيص منشآت رياضة وثقافية ضمن مشروع عصرنة المدينة الذي يجري تنفيذه حاليا.
وبحسب المندوبية الجهوية فإن المدينة سيقام بها ملعب رياضي يتسع لنحو 15 ألف متفرج مع دار جديدة للشباب على نفقة الدولة الموريتانية وقد تم تحديد القطع الأرضية لهذين المنشأتين وبدأ العمل فيهما بشكل فعلي.