آمنة ومكفولة وميّ ...إنّها حكاية ثلاثة أجيال تتجلّى عبر مسارات سلكتها ثلاث نساء يخضن نفس المعركة من أجل المساواة والانعتاق وحريّة التّعبير والحق في حياة حرة دون وصاية من أحد. واجهن ويُواجهن نفس الضّغوطات الأسريّة والمجتمعيّة كما يتعرّضن لشتّى صنوف التّهديد والوعيد والقدح غير أنّهن واصلن بتصميم كبير نفس المسير.
يثير البعض شكوكا حول دور المحاظر الموريتانية –التي ظلت تسمى عبر العصور بـ "الجامعات الصحراوية"- في تغذية الراديكالية والتطرف الإقليميين والدوليين.
أبو يحي الليبي، البشير المغربي، أبو بصير الليبي، أبو سياف التونسي، إياد آغ غالي، آرون يون، علي مدلج، كريستوس كاتسيروباس، ماكسيم هوشارد المكنى أبو عبد الله الفرنسي... كلها أسماء تصدرت عناوين الصحافة العالمية، ودرست العلوم الشرعية في المحظرة الموريتانية... وكلها أدلت بتصريحات يفهم منها أن المسجد والمحظرة الموريتانيين يشكلان بيئة حاضنة للتيار الجهادي.
"لدي ثلاثة أطفال بنتان وولد أبوهم فارقني منذ مدة فصار يتعين عليّ أن أعيلهم من جهدي وعملي الخاص رغم ضعف جسمي وقلة الحرف التي أتقنها ومحدودية النقود التي أجتنيها من عملي لا أستطيع تأمين أكثر من لقمة العيش وأنتظر أن يشتد عود الولد لأدفع به إلى العمل كخادم منزلي ليساعدني في تأمين قوتنا اليومي".
نساء قرية لمحيجرات بساحل امراكن بوسط موريتانيا تواجهن مشاكل يومية متعددة إلا أن مشكل الماء وانقطاعاته المتكرّرة يبقى أكبر عائق يتعايشن معه في يومياتهن.
السالكة منت محمد العبد، رئيسة تعاونية في قرية لمحيجرات، تعبرعن معاناة قريتها فتقول: "إننا نبقى أحيانا من دون ميّاه صالحة للشّرب مدة 15 يوما وربّما شهرا كاملا في انتظار وصول صهريج ميّاه قادم من العاصمة نواكشوط". بهذه الكلمات تلخّص المرأة الأربعينيّة حسرتها وهي المنحدرة من مجموعة امراكن المعروفة.
مريم منت سويليك، امرأة في الثّلاثين من عمرها، أمّ لستّة أطفال تعيش ظروفا صعبة في وسط وعر يفتقر اٍلى أبسط الضّروريات. جسمها النّحيل الملفوف في ملاءة قديمة أرهقته متاعب الحياة. تجلب الشّفقة لمّا تراها تسعى كلّ صباح للحصول على الماء. تسكن مريم في "واد البركة" وهو عبارة على تجمّع سكني يبعد 50 كلم جنوب شرق "تيدجيكدجا" العاصمة الاٍقليمية لتاقنت .الماء هنا شبه مفقود و كذلك الوحدات الصّحية . توجد مدرسة وحيدة في المنطقة فيها قاعة درس واحدة و تبعد سبعة كيلومترات عن "واد البركة".
أصبح من الشائع في شوارع مدينة كيفه أن تجد أطفالا من دولة مالي لم يتجاوزوا عقدهم الأول، وهم يستجْدون المارة في كل وقت. إنهم يعيشون في الشارع بشكل مهين. ينامون حيث غلبهم النعاس. يأكلون أي شيء. يتنقلون بين الأسواق والمرافق العامة والمنازل العامة والخاصة، يستظلون بالشجيرات الصغيرة والقليلة وبحيطان المنازل.
تحتل الطريقة الصوفية التّيجانية مكانا بارزا ضمن الفرق الصوفية الحاضرة بقوة في شمال افريقيا وغربها حيث تُشكّل جسر تواصل بين شعوب مختلفة. ولكن السلفيّين يعتبرونها عدوّا لدودا لهم على غرار باقي الطرق الأخرى.
يواجه المئات من الأطفال في محافظة لبراكنه بوسط موريتانيا مستقبلا مجهولا بفعل هجرانهم المبكر لمقاعد الدراسة والتوجه إلى ركوب العربة في رحلة بحث طويلة وشاقة عن لقمة عيش تضمن لهم ولأسرهم عيشا كريما وتساهم في النهوض بوضعهم الاقتصادي الصعب.
أصوات الكثبان هو مشروع معهد التنوع الإعلامي (MDI). يوفّر أصوات الكثبان تغطية شاملة وموثوق بها من عمق الصحراء حول النّزاعات والأمن و المرأة ، والشباب والعنف الاتني و الأقليات الدينية ، وغيرها من الإشكاليّات الشّبيهة، وذلك عبر ريبورتاجات تبلغ صوت الفئات المهمشة و السكان العاديين في الصحراء ، المنسيّين من قبل وسائل الإعلام التّقليدية .
لزيارة الموقع media-diversity.org