يتذكر عامل المناجم ابراهيم ولد ويسات وهو على مشارف الستين أيام الشباب في وقفته أمام منجم "تازاديت" الواقع على جبل "الجل" المعدني، وسط التّلال القريبة من مدينة الزويرات شمال غرب موريتانيا.
باتت الهجرة نحو الشمال الغني ظاهرة إنسانية معهودة ،وحلما يراود جل شباب العالم الثالث والأفارقة خصوصا، حيث خاطر الآلاف بأرواحهم في سبيل الوصول الى فردوس أوروبا، فابتلعت المحيطات منهم من ابتلعت وترصد حرس الحدود منهم من نجى ليعيدونه أدراجه وقليلون من حالفهم الحظ للوصول الى بر الجنة المقصودة.
"لقد اعتادت أجسامنا هذه المياه التي تصفونها بالملوثة. ثم إنه لا بديل لنا عنها، فنحن نعتمد بشكل كلي على مياه الأمطار، وفي حال انعدامها تكون الآبار ملجأنا في انتظار موسم أمطار آخر، لقد ورثنا طريقة الحياة هذه عن آبائنا، ويبدو أننا سنورثها لأبنائنا، إن الجميع هنا يعتمد عليها في الشرب، وفي سقي حيواناته، وبذات الطريقة منذ قرون من الزمن".
أزمة نقل حادة و خدمات مرفقية رديئة يشتكي منها طلاب المركب الجامعي الجديد في نواكشوط ( موريتانيا) منذ أكثر من سنتين. حيث باشرت الدولة ابتداء من شهر نوفمبر وطوال السنة الجامعية 2013-2014 عملية نقل 3 كليات من العاصمة إلى المركب الجامعي الجديد الواقع على مسافة 12 كيلومترا تقريبا شمال نواكشوط بالرغم من أن الأشغال مازالت جارية في بعض أقسامه.
السفر في أطول قطار في العالم ليس كغيره من السفريات والرحلات التي تقوم بها وأنت تجوب موريتانيا. في القطار عالم آخر و حياة أخرى . البطء وطول المسافة بين مدينتي ازويرات – حيث جبال ومناجم الحديد- ومدينة انواذيبو -العاصمة الإقتصادية لموريتانيا وحيث يتم تفريغ خامات الحديد لتنقل إلى أسواق العالم- , يجعلك تصاب بالملل مالم تعش واقع السفر وتلتحم مع المسافرين في حياتهم.
"لم أتعرض بشكل شخصي للاسترقاق ولكن أهلي كانوا عند البيظان في الريف يعملون عندهم، لقد فضلت الهجرة إلى المدينة والعيش فيها. لدي أبناء ليسوا أشقاء، لقد طلقني زوجي الأول وترك لي الأبناء وتزوجت من رجل آخر وهو عاطل عن العمل وهو ما فرض علي ممارسة بعض الأعمال وتوفير عربة لابني الأكبر كي يساعدني في تحصيل قوت يومنا".
غير المهاجرون غير الشرعيين القادمون من جنوب الطريق التي يسلكونها عادة من نواذيبو نحو اسبانيا و تخلوا عن المسلك البحري لجزر الكناري إذ أجبرت الحراسة المشتركة بين الدوريات الإسبانية و حراس السواحل الموريتانيين عددا من مهاجري الصحراء الجنوبية على التوجه نحو "قندهار"، ذلك الربع الخالي الذي يفصل بين موريتانيا و المغرب.
ما فتئ ظهور حركات جديدة تقوم على مبدأ الهوية المشتركة مثل مجموعات "لحراطين"، "السونينكي"، "الولوف" و الحدادين أو "لمعلّمين" يملؤ الدنيا و يشغل الناس في موريتانيا. هذا النقاش المحموم غالبا و الذي تتناقله على أوسع نطاق وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي إنما هو أحد أعراض المرض التي يسببه انقطاع سبل الحوار المجتمعي على الصعيد الوطني و الإقليمي على حد السواء. هذه الأوجاع، إن بقيت بلا علاج، يمكن على المدى الطويل أن تعصف ببلد مثل موريتانيا يتّسم بتوازنات هشة.
تواجه حرية التعبير في موريتانيا موجة تهديدات جديدة رغم تصنيفها البلد الثاني عربيا وفق مؤشر حرية الصحافة للعام 2015 الصادر عن منظمة "مراسلون بلاحدود".
وبغض النظر عن القفزات النوعية التي سجلتها موريتانيا في مجال حرية الصحافة وحرية التعبير بشكل عام وفق المنظمة الدولية؛ إلا أن بيانات الإنذار والتوقيف بحق صحفيين ومؤسسات إعلامية؛ كان آخرها تعليق بث أحد البرامج الإذاعية بإذاعة صحراء ميديا هو فصل جديد من فصول كبت الحريات؛ بحسب بيان نقابة الصحفيين الموريتانيين.
ناجية منت سيدأحمد تدير مطعما عشوائيا يتواجد على بعد مسافة قصيرة جدا من مدرسة العدالة و هي حاليا ترغي و تزبد بلا هوادة. هي أم لطفلين: اسماعيل ذو الثماني سنوات و فطيمتو ذات السبع و الاثنان مرسمان بالسنة الأولى من التعليم الأساسي بالمدرسة الآنف ذكرها. لم تعد هذه الأم تدري أي وجهة تولي وجهها: "لن أرسل بأطفالي إلى مدرسة بعيدة عن مكان عملي. أفضل ألف مرة أن يبقوا بجانبي أو أن أبعث بهم إلى محضرة على أن يكونوا عرضة للانحراف و المخاطر المتعددة".