وقد كان بيان لوزارة الدّفاع الوطني الجزائريّة قد ذكر أنّ مفرزة من الجيش الوطني الشعبي اُستهدفت في 17 يوليو 2015 السّاعة 19 من قبل مجموعة إرهابية وذلك في سوق العطاف ، ولاية عين الدفلى ، منطقة عسكرية 1، ، وقال البيان أنّ الهجوم أسفر عن موت تسعة ( 9 ) شهداء بين الجنود و إصابة اثنين ( 2 ) آخرين."
وقد ذكر البيان أنّ عناصر الجيش الوطني قامت على الفور بتطويق المنطقة لتعقّب آثار المجرمين والقضاء عليهم، وها أنّ الأحداث المتعاقبة تبرز نجاح الجيش الجزائري في عمليّة التّعقّب الّتي اُستعملت فيها الطاّئرات وحضرها عدد من القيادات العليا حسب جريدة الخبر.
وتأتي هذه الهجمة الإرهابيّة حسب البلاغ " بعد الخسائر الفادحة التي منيت بها الجماعات الإرهابية في الأشهر الأخيرة ، وهو ما يقوّي الإرادة والعزيمة لدى عناصر الجيش الوطني الشعبي لتحييد بقايا هؤلاء المجرمين "، حسب نفس المصدر . ويأتي الردّ السريع للجيش لدعم هذا التمشي للقضاء على الإرهاب.
ويبدو أنّ عدد القتلى المرتفع بين الجنود زاد من إصرار الجيش على الردّ السّريع حيث أنّ عدد القتلى يعتبر الأعلى منذ هجوم 19 أفريل 2014 في بلدة ىبوودراريني ، 50 كلم جنوب شرق تيزي وزو ، والذي أدّى إلى قتل 11 جنديا وجرح خمسة آخرين، لمّا هاجم الارهابيون قافلة للجيش كانت في طريق العودة إثر مراقبتها للانتخابات الرئاسية ، التي تمّت في 17 أفريل 2014.
وكانت صحيفة "الخبر" أول من أعلن عن الهجوم الإرهابي منذ بعد ظهر يوم السبت 18 جويلية كما أنّها أوّل من تحدّث على الردّ الحاسم للجيش بعد 24 ساعة.
بعد 36 ساعة الهجوم ، وفي بيان لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي صدر ليل السبت على شبكة الإنترنت، تبنّى التّنظيم الهجوم وأعلن عن وفاة 14 جنديا وعن الاستحواذ على أسلحتهم، في حين أنّ بيان الجيش تحدّث عن تسعة قتلى. ويبدو أنّ الوضعيّة تتطلّب اليوم من الإرهابيّين إصلاح بيانهم والإعلان عن قتلاهم.
وإن كان الهجوم قد أثار مخاوف جديدة حول معضلة " بقايا الخطر الإرهابي " في الجزائر فإنّ الردّ الحاسم للجيش يذكّر بأنّ هذا البلد لديه واحد من " أفضل جيوش العالم تجهيزا" فمعادلة الكفاح ضد الإرهاب معقدة للغاية لأنه يتمثّل في معارضة جيش تقليدي لمجموعات صغيرة متنقّلة من المقاتلين.
يتبيّن من إحصائيّات وزارة الدفاع أن عمل الجيش والأمن أعطى أكله ف 102 اسلاميين مسلحين قُتِلوا أو أُلْقِي القبض عليهم أو سلّموا أنفسهم لقوات الأمن في النصف الأول من عام 2015. ويُذكر خاصّة أنّ الجيش قتل نهاية مايو 25 من الإسلاميين قرب البويرة ( على بعد 120 كم جنوب شرق الجزائر العاصمة ) ، في المنطقة التي تنشط فيها داعش . وقد أعلنت هذه الجماعة الإرهابيّة عن مسؤوليتها عن خطف و ذبح مسافر الفرنسي في سبتمبر الماضي، في قلب منطقة القبائل.
الأكيد أنّه لم تبقَ سِوى بعض المجموعات الصّغيرة من الإرهابيين في بعض المرتفعات في الجزائر وهي بالتأكيد بقايا الجماعات الإرهابية . ومع قلّة عددها، فهي سبب إزعاج للسلام المواطني و هو ما جعل جيش الوطني الشّعبي يحافظ على حالة التأهب ليواصل عمله للقضاء على بقايا الإرهاب.