و يتخوف هؤلاء المربون من تجاهل مطالبهم و تهميشهم في الوقت الذي تشهد فيه البلدية توسعا عمرانيا كبيرا حيث أتى الاسمنت على الأخضر في الفترة الأخيرة وتسبب في تراجع مساحة الأراضي الفلاحة.
ويطالب العشرات من مربيي الماشية بالجهة الشرقية من الولاية من محافظة الغابات بدعمهم بأراضي غابية للرعي من أجل المحافظة على نشاط تربية الأغنام خاصة نوع المعز الذي يستدعي البحث عن مراعي ، بعدما أصبحت معظم الأراضي بالجهة الشرقية خالية من الغطاء النباتي جراء التهام ورشات البناء لها، إلى جانب مضايقات عدد من السكان لمربيي الماشية نتيجة ما تخلفه تربية الماشية من فضلات وروائح مشينة جعلت السكان يشتكون ويطالبون بإبعاد مربيي الماشية عن المناطق الحضرية وإخراجهم إلى مواقع أخرى على غرار منطقة البرج الأبيض التي يراها مربيو الماشية الحل الوحيد للمحافظة على ممارسة هذا النوع من النشاط الذي أصبح مهددا بالزوال خاصة تربية المعز .
و يقول موسى و هو مربي ماشية من بلدية بئر الجير منذ سنين كان يشتغل رفقة والده في هذا المجال أن " نشاط تربية الماشية مهدد بالزوال في المنطقة بسبب غياب الأراضي الصالحة للرعي " ثم تابع " لقد ناشدنا السلطات من أجل منحنا وتخصيص مناطق للرعي حتى نتفادى المشاكل مع المواطنين الذين بعضهم لا يحتمل تواجد ماشيتنا بالقرب من أراضيهم ".
ويقول الطاهر وهو فلاح من نفس المنطقة أن " نشاط الرعي متعب جدا ويتطلب الكثير من الجهد و الصبر و المنطقة معروفة بتربية الماعز وتوفير حليبه للمرضى حيث يقصد العديد من الأشخاص المنطقة من أجل اقتناء هذا الحليب و نحن نسعى في كل مرة لتوفيره لا سيما لمرضى السكري و الضغط الدموي الذين يتناولوه بكثرة ".
ولم يخف مربو الماشية أنهم راسلوا المصالح الفلاحية من أجل تخصيص أراضي لهم ،ورغم أن الجهات الوصية وعدتهم بتوفير ذلك في أقرب الآجال، إلا أنها بقيت مجرد وعود تنتظر التجسيد الفعلي.
من جهته أكد مسؤول الغرفة الفلاحية " أنه تقرر فعلا مساعدة مربي الماشية في الحصول على مساحات غابية لرعي المعز وكذلك تربية النحل بالغابات" ثم تابع " تعزم المحافظة فتح مواقع خاصة لممارسة أنشطة فلاحية متنوعة من أجل إعمار الغابات وإبعاد شبح الحرائق عنها من قبل بعض المصطافين".
وهي الإجابة التي لم تقنع مربي الماشية حيث قال الفلاح عمي الطاهر أن " هذا الكلام أو هذه الإجابة حفظها عن ظهر قلب وسمعها في العديد من المرات حتى من طرف الأمين العام للغرفة الفلاحية للولاية الذي وعد بفتح مناطق في الغابات لرعي الماشية " لكن واصل " لقد سئمنا من الكلام و الوعود نريد التجسيد الميداني و الفعلي لكل ما سمعناه".
و يروي مربو الماشية بالمنطقة أن " انعدام الأماكن المخصصة للرعي يؤرقهم وينغص عليهم حياتهم بسبب المشاكل التي يواجهونها في فقدان الماشية بسبب المنحدرات و المسالك الوعرة التي يعبرونها و التي تتسبب في فقدان الماشية".
ضف إلى ذلك الاحتجاجات التي تطفو إلى السطح من حين لآخر مع أصحاب الأراضي و المستثمرات الفلاحية حيث يرفضون تواجد ماشيتنا بالقرب منهم بسبب تعرضها لمنتجاتهم أو الفضلات التي تتركها عند المغادرة لا سيما بالنسبة للماعز.
و بالتالي أصبح من الضرورة الإسراع في تخصيص أماكن لرعي الماشية في المناطق الغابية ، لا سيما و أن هناك مساحات شاسعة وبالإمكان توفيرها في أقرب الأوقات لتفادي المزيد من الصعوبات و المشاكل.