هي حالات عديدة تم تسجيلها ومتابعة أطوار محاكمتها. نبدأها بالطفل "رياض" البالغ من العمر 14 سنة وهو يقطن بالحراش. استغله جاره، وهو أب لخمسة أطفال و يبلغ من العمر 48 سنة، في ترويج المخدرات . يقول رياض أن " البداية كانت بإرساله لإحضار طرد من عند أحد الأشخاص بحي الرغاية دون درايته بمحتواه فكانت المكافأة ورقة من 1000 دينار " فكانت الباب الذي دخل منه عالم الإجرام.
لم يخف "رياض" أن " العوز كان أحد الأسباب التي جعلته يواصل الاقتراب من جاره الذي استغله بعد ذلك في ترويج المخدرات وتزويد زبائنه. وأصبح يتنقل رفقة سائق خاص إلى كل الوجهات دون الاستفسار لأن المقابل سيكون بعض الأوراق النقدية التي ترفع عنه الغبن وتسمح له باقتناء حاجياته و كل رغباته ، خاصة و أنه لا يثير الشكوك أثناء المرور عبر حواجز الأمن. لكن الأمور لم تسر في صالح الشاب رياض حيث ألقي القبض عليه متلبسا وبحوزته كمية من المخدرات كان بصدد نقلها لأحد زبائن جاره ، فكانت عقوبته سجن الأحداث.
حالة أخرى جد غريبة بطلتها الفتاة القاصر "سهام" التي تبلغ من العمر 16 سنة تورطت في الاعتداء على جدتها العجوز البالغة من العمر 75 سنة، بعدما جندها شخص وعشيقته وهي أستاذة في طور ابتدائي لتساعدهما على سرقة منزل جدتها. ، فدخلا المنزل وقيدا العجوز بشريط لاصق وقاما بالاعتداء عليها بطريقة وحشية مع خنقها مسببين لها عدة كدمات وجروح نجت منها بأعجوبة، لتمثل القاصر أمام قسم الأحداث وتدان بعقوبة سالبة للحرية، ويمثل شريكاها أمام محكمة الجنايات.
الحالة الأخرى التي نسردها هي لطفل قاصر يدعى "هشام " يبلغ من العمر 13 سنة استغلته عصابة خطيرة تتكون من ثلاثة أشخاص في تنفيذ عملياتها الإجرامية التي كانت تستهدف سائقي سيارات الأجرة، حيث كانت تستعمله كحارس لتضليل عناصر الأمن، و تقوم بإرساله لمراقبة المكان وقت تنفيذهم لعمليات السرقة، انتهت إحدى العمليات بإزهاق روح أحدهم، في الواقعة التي تعود مجرياتها لتاريخ العثور على جثة لسائق ملقاة في منطقة معزولة على ضفاف وادي الصغير بمنطقة الحواصلة. وتبين بعد معاينة جثة الضحية أنه تعرض إلى طعنة سكين قاتلة أصابته على مستوى الصدر، أين تمكنت مصالح الأمن من التوصل للفاعلين بعد تلقيها لرسالة مجهولة للتبليغ عن هوية الفاعلين، وهي عصابة بين أفرادها طفل قاصر. .و كشف القاصر أن أحد أفراد هذه العصابة وهو ابن خالته عرض عليه فكرة الانضمام لعصابة تقوم بسرقة السيارات و يقتصر دوره على مراقبة المكان والطريق.
قضية أخرى أرعبت الرأي العام و كان أبطالها أطفال قصر جندتهم عصابة مختصة في الاعتداء على المارة بأحياء باب الوادي بالعاصمة ، كانوا يهددون المواطنين بالأسلحة البيضاء من أجل الاستيلاء على هواتفهم النقالة وأموالهم. وقد تقدم إلى مصالح الأمن عدة أشخاص تعرضوا للسرقة والاعتداء والتهديد بالسلاح الأبيض ، ليتم إلقاء القبض على أحد المشتبه بهم ، ويتعلق الأمر بطفل قاصر "صهيب " في ال15 من العمر يقطن بحي الكيتاني بباب الواد ، اعترف أن هناك أشخاص يستغلونه رفقة بعض أقرانه للاستيلاء على الهواتف النقالة و أموال ومجوهرات المارة حيث يتعقبون طريقهم و يطاردونهم في الأزقة الفارغة ، كما يهاجمون ضحاياهم في سلالم العمارات. وسرد القاصر أمام عناصر الضبطية القضائية أن " العصابة أجبرته على امتهان السرقة بالعنف و التهديد وهو يستفيد من نسبة ضئيلة من تلك المسروقات ، كما كشف عن أسماء أفراد العصابة وتم توقيف أحدهم و احالته الى محكمة جنايات العاصمة فيما أحيل القاصر رفقة صديقه على محكمة الأحداث". "كمال" هو الآخر قاصر في ال15 من عمره ، سرد بعد إلقاء القبض عليه أنه وجد نفسه ضمن عصابة خطيرة تنشط بالعاصمة مهمتها السطو على المنازل، وقال أن العصابة تستغل الأطفال المتمدرسين مقابل إغرائهم بالمال. واعترف "كمال" أمام الشرطة أن أفراد العصابة يطلبون منهم سرقة مفاتيح الشقق من زملائهم في القسم مقابل بعض الأوراق النقدية ، خاصة أولئك الذين يعمل أولياؤهم ويتواجدون خارج المنزل طوال النهار. وبعد تمكين أفراد العصابة من المفتاح ودلهم على صاحبه يقومون بترقب الطفل واختيار الوقت المناسب حيث بغياب أفراد العائلة تقوم العصابة بالسطو على المنزل.