أعادت الاحتجاجات الأخيرة لعناصر الحرس البلدي و التي عرفتها مدينة تيارت غرب الجزائر، إلى الأذهان المظاهرات الكبيرة التي كانت العاصمة مسرحا لها السنة الماضية عندما زحف آلاف العناصر الذين قدموا من كل الولايات للاحتجاج والمطالبة بتسوية أوضاعهم الاجتماعية و إيجاد حل لهم بإدماجهم في مختلف الأسلاك الأمنية على غرار الشرطة البلدية.
وقد قرر عناصر الحرس البلدي الاحتجاج مرة أخرى للمطالبة بالتفاتة السلطات لأوضاعهم الاجتماعية المزرية و التي يعيشونها منذ الالتحاق بهذا السلك الأمني حيث عبر العديد منهم في تصريحات ل" أصوات الكثبان " عن تذمرهم من هذه الحالة التي يعيشونها والتي تزداد سوء من يوم لآخر.
ويقول حكيم شعيب المنسق الوطني للتنسيقية الوطنية للحرس البلدي أن " السلطات العمومية أصبحت ترفض منحهم التراخيص لعقد لقاءات بين افراد الحرس البلدي ومناقشة مطالبهم و الاستماع إلى انشغالات هذه الفئة التي أصبحت تعاني العوز و الفقر بعد عودة الأمن و الاستقرار في الوقت الذي كانت تنتظر فيه اعادة الاعتبار لها مقابل تضحياتها الجسام أثناء الأزمة الأمنية".
وأوضح " لخضر. خ " 52 سنة من ولاية الشلف " أنه من بين الملتحقين بالحرس البلدي خلال الأزمة الأمنية التي عاشتها ومازالت تعيشها البلاد ، وصرح لنا " خاطرت بحياتي و حياة أفراد أسرتي لأجد نفسي الآن بدون دخل يحفظ كرامة أسرتي و يضمن لنا العيش بعيدا عن الفقر و الحرمان" وكلما حاولت الالتحاق بزملائي للاحتجاج" نتعرض للمضايقات".
عبد الكريم هو الآخر عون حرس بلدي من الأربعاء ولاية البليدة ، أسر لنا أنه " اضطر للتخلي عن عمله في شركة عمومية خلال التسعينات و الالتحاق بعناصر الحرس البلدي ، لكن يواصل " الأمور تغيرت والأوضاع استقرت وكنا ننتظر أن يتم التكفل بنا وبعائلاتنا ، إلا أن الواقع شيء آخر".
أما خير الدين من موزاية ، فبالنسبة إليه " يجب على الدولة أن لا تتخلى عن رجالها و هو بحاجة إلى دخل يحفظ له كرامة أسرته أو معاش من شأنه ضمان قوت عائلته " كما سبق له وأن "طالب بإدماجه ضمن السلك الأمني لكن لحد الآن لم يتم تلبية طلبه".
حالة أخرى تستدعي الحديث عنها ويتعلق الأمر بالمدعو عيسى . ف من تيارت الذي قال أنه " عكس زملائه يطالب بمنزل يأويه وعائلته " و أشار إلى أنه " بعد تحسن الأوضاع عاد للعمل في مؤسسته و تم إدماجه من جديد ، لكن يبقى يعاني من أزمة سكن حيث طالب مساعدة السلطات لإدراجه ضمن المستفيدين من السكن الاجتماعي".
ويعترف عناصر الحرس البلدي أن" هناك مطالب تمت مناقشتها مع مصالح وزارة الداخلية وحصل اتفاق بشأنها ، لكن بعض المسؤولين المحليين على غرار رؤساء الدوائر يرفضون الالتزام بتعليمات الوصاية لا سيما بخصوص ملف السكن الاجتماعي والتكفل لعناصر الحرس البلدي بإدراجهم ضمن تلك القوائم".
كما يشتكي العديد من الحرس البلدي من مشكل التغطية الاجتماعية حيث يؤكد "حسان ز ب " من بومرداس أن " هناك أصدقاء له اغتالهم الإرهاب أثناء تأدية الواجب الوطني ، و تركوا وراءهم أرامل و ايتام يعانون من انعدام التغطية الاجتماعية ودخل شهري أو منحة تقاعد أو منحة الواجب يمكن تسميتها كيفما شاؤوا ، المهم تضمن لهؤلاء القوت و عدم الموت جوعا".