وقد كان لموقع " صوت الكثبان" لقاء مع هؤلاء بغرب الوطن و بالضبط بالشلف حيث قاموا بفتح مكتب وسط المدينة و راحوا يجمعون الملفات.
وأكدوا لنا أن الانطلاقة ستكون من هذه الولاية على أن يتم تعميم المبادرة على جميع الولايات إن كانت تريد الالتحاق بالطبع لا سيما و أن هذا الموضوع يشمل ما لا يقل عن 4 آلاف عنصر دفاع ذاتي حمل السلاح في وجه الإرهاب.
إلا أن الظرف الذي تقرر فيها الخروج عن الصمت يعتبر حساسا نوعا ما، كون الجزائر مقبلة على سنوات عجاف بسبب تراجع العائدات المالية إثر انهيار أسعار البترول.
و يعتبر هؤلاء أن استجابة السلطات لمطالبهم "المعقولة" "لن تكلف ميزانية الدولة كثيرا مقارنة بما تنفقه على مسؤوليها السامين الذين لم يضحوا مثلما ضحت هذه الشريحة في وقت كان البعض منهم يرفض ارتداء ربطة عنق خوفا من الإرهابيين" حسب قولهم.
كما سئم هؤلاء الوعود " التي قطعها مسؤولون في مختلف الحملات الانتخابية برفع انشغالاتهم إلى السلطات العليا للبلاد مما جعلهم اليوم يأخذون قضيتهم على عاتقهم.
و يقول "الطيب.خ" رجل دفاع ذاتي من بلدية أولاد فارس بالشلف أن " المنطقة عانت من ويلات الإرهاب خلال التسعينيات و كانت معقلا من معاقل الجماعات الإرهابية المسلحة و اضطر الجميع إلى حمل السلاح لحماية القرى و المداشر من خطر الإرهاب بعدما أصبح لا يفرق بين الناس ".
و تابع " لقد قررنا حمل السلاح سنة 1994 عقب مجزرة وقعت بمنطقة الأرض البيضاء ، كما يقال لها، و هي تقع على بعد أمتار من أولاد فارس ، يومها عرفنا أن الخطر يهددنا و قد نكون الضحايا القادمين لهاته الجماعات المسلحة".
من جهته أوضح " لخضر. ط" وهو الآخر رجل دفاع الذاتي أن " السلطات العمومية لا تتذكرنا إلا مرة واحدة في السنة من أجل تفقدنا و تفقد قطع أسلحتنا " ثم تابع " بعض المتوفين تم سحب أسلحتهم و لم يتركوها حتى لعائلاتهم رغم أن الخطر بالنسبة إلينا ما يزال قائما".
ويروي "عبد القادر. ك" من الشطية و هو كذلك رجل دفاع ذاتي أن " غالبية هؤلاء الباتريوت حملوا السلاح دفاعا عن قراهم و تضامنا مع الدولة من أجل قهر الإرهاب حتى تبقى الجمهورية واقفة ، لكنه تم التخلي عنا في الأخير و لم يتم إدراجنا ضمن اهتمامات السلطات العمومية و لم تفكر حتى في مستقبلنا أو مستقبل أبنائنا".
ويقول "عماري. ر" هو الآخر رجل دفاع ذاتي من منطقة عين مران أن " غالبية رجال الدفاع الذاتي تخلوا عن عملهم و تفرّغوا للحراسة حيث يضطر هؤلاء البقاء طوال الليل يقظين يحرسون قراهم ومداشرهم من الهجمات الإرهابية ، لكن في الصباح يلجأون للنوم حيث ليس بإمكانهم العمل بسبب الإرهاق و خوفا من أن تترصدهم الجماعات الإرهابية حيث كانت تقطع طريقهم بإقامة حواجز أمنية مزيفة يتم خلالها اغتيال المسلحين".
و أوضح "محمد. ع " هو الآخر رجل دفاع ذاتي من الصبحة أن " عددا كبيرا من هذه الفئة كانوا يشاركون في عمليات التمشيط رفقة عناصر الجيش مثلهم مثل عناصر الحرس البلدي ، فكيف يتم الكفل بفئة على حساب أخرى"
ثم تابع " نحن نريد أن تتكفل الدولة بانشغالنا و إعادتنا إلى مناصب عملنا السابقة التي ضيعناها بسبب انشغالنا بالدفاع عن قرانا ومداشرنا في عز الأزمة الأمنية".
و يضيف نفس المصدر أن " الوقت قد حان للتحرك وتوحيد الصفوف و الشروع في رحلة البحث عن اعتراف و تكفل السلطات العمومية بجملة من المطالب المتمثلة بالأساس في إعادة الإدماج في مناصب العمل و الإدراج في قائمة السكنات أو دعم البناء الريفي و شهادة اعتراف بتقديم خدمة لصالح البلاد في عز الأزمة الأمنية التي كانت تتخبط فيها خلال التسعينيات".
و لم يخف " لخضر.ط" أنه يعاني اليوم الويلات حيث فقد أصدقاء له خلال تلك الفترة لأنهم كانوا مستهدفين من قبل الإرهاب ، وهو يعمل اليوم في مجال النقل كسائق سيارة جماعية لدى أحد الأقارب لضمان قوت عائلته " وهو يسعى لكسب اعتراف و إعادة إدماج في منصب عمله الذي فقده خلال تلك الفترة بسبب التهديدات الإرهابية التي كان يتلقاها في حالة ابتعاده عن المنطقة التي كان يعيش فيها و يحرسها ليلا و يدافع عن أهلها و سكانها.