بعد أكثر من شهر من الهجوم الإرهابي الذي استهدف يوم 20 نوفمبر الماضي نزل راديسون بلو في وسط باماكو، يرى مجموعة من الأجانب الذين اتصلت بهم أصوات الكثبان ان الوضع الأمني عرف تحسنا بفضل تعزيز الجهاز الأمني بحيث تمّ بعد عشرة أيام رفع حالة الطوارئ التي وقع إقرارها يوم 22 نوفمبر كما فتح فندق راديسون بلو في 15 ديسمبر أبوابه من جديد بعد 25 يوما من الغلق.
في يوم 15 ماي 2015 تم توقيع اتفاقية سلام بين الحكومة المالية و مختلف الفصائل المسلحة بشمال البلاد و من بينها خاصة تنسيقية حركات الأزواد و مجموعات الدفاع الذاتي بما فيها الطوارق و الأمغاد وحلفاؤهم. و قد خصّص الفصل الثامن من هذا الاتفاق إلى التجميع و الإدماج و نزع السلاح و التسريح و إعادة التأهيل و ذلك دون تحديد رزنامة لكل هذه العمليات. و قد شرعت بعثة الأمم المتحدة من أجل استقرار مالي في نهاية العام الجاري في عمليّة التجميع.
مرّت اتفاقية السلام الموقّعة في 20 جوان بين الحكومة المالية والمجموعات المسلّحة إلى طور الإنجاز. و وقع تنظيم لقاءات اعلامية و تحسيسية حول محتوى هذه الوثيقة لفائدة الأهالي في مختلف أرجاء البلاد نشطت ضمنها نساء كيدال كثيرا لإشعار الأهالي بأهمية هذا الاتفاق.
ولضمان تطبيق هذه الاتفاقية، وقع انشاء لجنة متابعة للسهر على احترام التعهدات الموقع عليها و بالرغم من أن أشغال اللجنة وقع تعليقها في جوان بسبب تمثيلية أعضائها و في أوت بسبب استئناف الصراع بين الفصائل المسلحة بآنفيس، فإن مختلف الأطراف نجحوا أخيرا في التفاهم و تمكنت اللجنة من استئناف نشاطها في 30 سبتمبر المنصرم.
منذ يوم 17 جانفي 2012 تشتعل نيران أزمة حادة في شمال مالي نجم عنها احتلال ثلاثة أقاليم هي تومبكتو و ڨاوو و كيدال من طرف الحركة القومية لتحرير الأزواد و حلفائها. خلال هذه الفترة سقط العديد من رجال الجيش المالي في جبهة القتال و اليوم تعيش أسرهم ممزّقة بين ألم الحِداد و الخوف مما يحمله غدٌ ليس من المؤكّد أن يكون أفضل.