تزايدت في السنوات الأخيرة وبشكل لافت ظاهرة قطع الطرق على المسافرين الذين يتنقلون عبر المسالك الرابطة بين مدن شمال مالي وبلدة «إن خاليل" الحدودية مع الجزائر، رعب يصاحب النفوس في رحلة على طريق باتت مسالكه غير امنة ولا يعرف منتهاه.
شهد القطاع السياحي في العاصمة المالية باماكو تقهقرا عقب اندلاع الأزمة المالية ثم تحسنت المؤشرات في مطلع العام الماضي بعيد التوقيع على اتفاقية السلام و المصالحة بين الأطراف المالية، إلا أنّ رواسب الأحداث السلبية التي بدأت تستهدف الغربيين والفنادق التي يرتادونها حملت انتكاسات تفاقمت حتّى بلغت ذروتها حتى أصبح أصحاب الوكالات السياحية وكذلك المرشدين مهددين في قوتهم اليومي.
رغم النداءات المتكررة الصّادرة إلى السلط المالية عن مواطني المنطقة السابعة المحيطة بمدينة غاوو، فإنّ الوضع الأمني مازال متدهورا مما دفع القائمين على النقل الخاص إلى الإضراب... ويحمل السكان المسؤولية في هذا الوضع لغياب الإرادة عند السلط السياسية.
أطفال كيدال قد لا يعودون إلى مدارسهم في الأيام القادمة فغياب الأمن في المنطقة يجعل العودة المدرسية التي ينتظرها جل التلاميذ منذ 2011 غير مؤكدة.
يشهد وسط مالي كما هو الشأن بالنسبة لشمال البلاد تضاعفا في عدد الهجومات الإرهابية التي تشنها جبهة تحرير ماسينا التي تستقطب صغار الرعاة من القرى المجاورة بهدف مزيد التموقع في سهل ماسينا.
يندد سكان مدينة تين بكتو الواقعة حوالي 1050كلم شرق شمال العاصمة المالية باماكو بالأوضاع الأمنية التي وصفوها بالمتدهورة بعد تكاثر حالات الاعتداء التي ينفذها مسلحون مجهولون على ساكنتها سواء داخل المدينة أو في ضواحيها من القرى والبوادي المجاورة.
أكثر من سنة مضت على إبرام اتفاق السّلام في مالي لكن سكّان الشمال ما زالوا لا يشعرون بالأمان في بلدهم بحيث أن كثيرا من الأقليات لم تستطع بعد العودة إلى قراها و أن المشكلة الأمنية لم تتقدّم قيد أنملة إلى الأمام.
شهد شهر جويلية و شهر أوت 2016 حدوث مواجهات عنيفة بين المجلس الأعلى لوحدة آزاواد و مجموعة الدفاع الذاتي للإيمغاد و حلفائهم، و ذلك من أجل السيطرة على مدينة كيدال. و قد تم تسجيل عشرات الوفيات خلال هذه المواجهات. و يؤكد مسؤولون من المجلس الأعلى لوحدة آزاواد أن الأمر لا يعد حربا طائفية بين الإيفوغا و الإيمغاد كما يروج لذلك البعض و لكن المسألة تتعلق بمستقبل آزاواد.
"أتوسّل إليكم أن تساعدوني في إيجاد طفلي... أرجوكم...". بهذه العبارات التي تقطّعها صرخات الألم و نشيج البكاء، تحدّثت خديجة عن اليوم الذي اختفى فيه طفلها. مرّت الآن سنتان بدون أن تعرف أيّ شيء عمّا حلّ به و تضيف مستمرّة في النّحيب : " لقد اختُطف ابني مع غروب الشمس من قبل مجهولٙيْن كانا يمتطيان درّاجة ناريّة و عندما أخذاه على متنها صرخ أترابه الذين كانوا يلعبون بالقرب منه لكنّ صرخاتهم ما كانت لتجدي نفعا فقد كان الخاطفون عندها قد ذهبوا به بعيدا... لم يبق بوسعي الآن سوى أن أعلّق كلّ آمالي على الله ... ".
بعد مرور ثمانية أشهر على توقيع اتفاق السّلام و المصالحة في مالي من طرف تنسيقيّة حركات الأزواد (CMA)، يوم 20 جوان 2015 ، لا تزال المجموعات المسلّحة المختلفة تحاول التوصّل إلى توافق في ما بينها. فالائتلاف المتكوّن من مجموعات الدّفاع الذاتي لقبيلة الإيماغاد و حلفائها (GATIA) و من مجموعات أخرى غير انفصالية كانت قد وقّعت هذا الاتّفاق في 15 ماي تمكّن من الدّخول إلى كيدال، معقل تنسيقيّة حركات الأزواد (CMA) بدون عنف و هو ما كان يعدّ إلى حدّ الآن شيئا مستحيلا.
أصوات الكثبان هو مشروع معهد التنوع الإعلامي (MDI). يوفّر أصوات الكثبان تغطية شاملة وموثوق بها من عمق الصحراء حول النّزاعات والأمن و المرأة ، والشباب والعنف الاتني و الأقليات الدينية ، وغيرها من الإشكاليّات الشّبيهة، وذلك عبر ريبورتاجات تبلغ صوت الفئات المهمشة و السكان العاديين في الصحراء ، المنسيّين من قبل وسائل الإعلام التّقليدية .
لزيارة الموقع media-diversity.org