سيسكو، مدير وكالة للسياحة متواجدة في قلب باماكو يعتبر "أن قطاع السياحة في مالي بشكل عام و في باماكو بشكل خاص عرف تراجعا هاما بعد الاضطرابات الأمنية والسياسية التي ظهرت في السنوات الأخيرة."
و يضيف المتحدث أن قطاع السياحة يعرف أزمة حادة بسبب ارتباطه الوثيق بتوفر الأمن مشيرا الى ان مئات الأشخاص فقدوا وظائفهم نتيجة هذا الوضع الصعب اضافة الى تراجع الموارد المتأتية من العملة الصعبة.
ويقول سيسكو، "إن الاقتصاد في مالي يتأثر بنشاط القطاع السياحي الذي يساهم بحوالي 11% في الناتج الاقتصادي الإجمالي و بنسبة 7% كمصدر للعملة الأجنبية، إضافة إلى تأمين فرص عمل واستثمارات".
هذا ما يؤكده محمد يتارا مرشد سياحي الذي يرى بأنه لم يعد للسياحة معنى في مالي وفي شمالها بالذات، متابعا حديثه "كنا نحن المرشدين نستفيد كثيرا من مرافقة السياح من باماكو إلى تين بكتو مثلا لكن مع الأزمة كل شيء لم يعد كما كان لأن السياح خائفون وكذلك نحن".
وفي هذا الصدد يقول لورانت بول سائح فرنسي " لقد ازداد خوفنا عندما حذرت العديد من الدول من السفر إلى مالي وبعض الدول في الساحل".
يواصل محدثنا "عندي أصدقاء من جنسيات مختلفة كانوا ينوون السفر إلى مالي للسياحة ولكن بعد هجمة فندق راديسون بباماكو غيروا رأيهم بسبب الخوف أولا وتحذير دولهم لهم بالسفر ثانية". ويرصد سيدوا تراوري مدير مديرية السياحة بوزارة الثقافة و السياحة في مالي بعض الأرقام التي توضح أهم إيرادات القطاع خلال السنوات الأخيرة، قائلا: "بالنظر إلى عام 2015، نجد أنه بعد توقيع اتفاق السلام بشهرين ارتفعت إيرادات قطاع السياحة بنسبة 3.1% أي ما يُعادل 2.3 مليار دولار خلال النصف الأول من العام. وجاء هذا الارتفاع بعد زيادة أعداد السيّاح الوافدين بنسبة %8.2 لكن سرعان ما تقهقرت المؤشرات بعد الحادثتين الإرهابيّتين اللتان استهدفا فنادق يرتادها أجانب في وسط باماكو". وكشف تراوري، عن انخفاض حركة السياحة الوافدة من الدول الغربية إلى مالي بنسبة 45.9 % خلال العام الماضي، حيث بلغ عدد السياح الغربيين المئات، مقارنة بما قبل الأزمة، الذي بلغ فيه عدد السياح ما يقارب ثلاثة ملايين و138ألف سائحا سنويا.