الفلاحة بصفة عامة وانتاج التمور بصفة خاصة هي الانشطة الرئيسية التي تشتهر بها هذه المنطقة منذ القدم. ولكن ظاهرة صعود المياه و التسبخ أصبحا يهددان استمرار النشاط الفلاحي بعين صالح.
فخلال قيامك بجولة بين تلك الحقول المتواجدة خاصة بـ (إقسطن) تلاحظ جذعان النخيل في حالة يرثى لها ، و تواجد برك مائية هنا و هناك. قد يخيل لك أن الأمطار أو خللا في قنوات المياه تسببت في ذلك ، لكن عند تمعنك فيها ، ترى بياضا ناصعا يطفو فوقها و فوق التراب الذهبي الجميل. إنها الأملاح أو السبخة كما يعرفها أهل المنطقة.
فتجمع المياه و بقائها على سطح الأرض جعلها تكون أملاحا أصبحت تشكل خطرا على الفلاحة في المنطقة .
فحسب الفلاح جواليل عباس و احد سكان التديكلت ، فإن هذه البرك المائية ناجمة عن تصاعد المياه إلى فوق سطح الأرض ، و هذا ناتج حسب نفس المصدر، عن انخفاض المنطقة و عملية السقي التي يقوم بها الفلاحين لحقولهم. ففي فصل الخريف ، و حسب الروايات المتواترة عن الأجداد ، فإن المياه تصعد و مع مياه السقي فإنها تصبح متجمعة مشكلة بركا مائية. و ما ساهم في استفحال هذه الظاهرة خاصة في مدينة (إقسطن) هو تركيبة التربة التي تعتبر طينية مما يزيد من تجمع المياه المتصاعدة .
و في نفس السياق ، عبر الفلاح علواني عن استيائه من هذا الوضع الذي أضر بالتربة و بالنشاط الفلاحي. فالحقول التي طالتها ظاهرة تصاعد المياه و التسبخ لم تعد تصلح للفلاحة و النباتات ، و حتى البيوت و الجدران تآكلت من الأسفل و تصاعدت فيها الرطوبة إلى أن أصبحت تسقط و تهوى في الأرض. و يعتبر علواني ان التقليل من خطر هذه الظاهرة لا يكون ، إلا بإجراء بعض المحاولات التقليدية، و ذلك بالاستعانة بالرمل من أجل التقليل من السبخة آو الملوحة المتراكمة ، إلا انه، حسب ذات المصدر لا وجود لحل لهذا المشكل في ظل صب قنوات الصرف الصحي للمياه القذرة بالقرب من هذه الأمكنة.
و عن الأضرار التي تنجم عن الأملاح أو التسبخ ، فقد أكد جواليل عباس أن السبخة بدأت تقضي على أشجار النخيل ، مما يهدد ثروة التمور التي تعرف بها المنطقة.
وفي هذا الصدد طالب المتحدث السلطات المحلية باتخاذ موقف حازم و جادللقضاء على هذا المشكل موضحا انه مع مرور الوقت تتضاعف خسارة الأشجار و تصبح التربة غير صالحة للزراعة هذا بالإضافة الى ما تسببه المياه الراكدة من أمراض وبائية متنقلة عن طريق الحشرات.
و أضاف جواليل عباس انه من الضروري أيضا حفر خنادق من اجل استغلال المياه الزائدة في أعمال أخرى .
و تبقى مدن عين صالح خاصة إقسطن ، في حالة ترقب و انتظار التفاتة من طرف القائمين على قطاع الفلاحة ، خاصة بعد تصريح وزير القطاع مؤخرا بمعاناة 3 ملاين فلاح و تأسفه على حالتهم ، لعل عمليات إعادة الاعتبار لهم تشمل فلاحي منطقة التديكلت ، التي لها كل المقومات التي تجعلها من المناطق الرائدة في الفلاحة ، و إلى حين ذلك تبقى ظاهرة صعود المياه و التسبخ تهدد استمرار الفلاحة في المنطقة.