بمجرد الحديث إلى سكان الحي ، تكتشف حجم الكارثة البيئة التي تشهدها تلك المنطقة و ما يعانيه هؤلاء من جراء تحول المكان إلى مفرغة عمومية كبيرة ، حيث أكدوا لنا خلال زيارة المكان أن " السلطات العمومية لم تقم لحد الآن بإزالة تلك النفايات المتراكمة منذ سنين رغم النداءات المتكررة للسكان و المراسلات المتتالية التي لم تجد من يترجمها إلى واقع".
ويقول "ع. مراد" أحد أعضاء جمعية الحي الذي التقيناه بعين المكان أن" معاناتهم من هذا المشكل البيئي الخطير يعود إلى 6 سنوات خلت ، حيث يقوم مواطنون برمي نفاياتهم هناك " ، ثم تابع " طلبنا من السلطات و راسلناهم و بحوزتنا وثائق تثبت ما نقوله لكن لا حياة لمن تنادي، و بقيت الأمور على حالها و الوضع يزداد سوءا من يوم لآخر و تتوسع المفرغة العمومية أكثر فأكثر".
و يتدخل عضو آخر من جمعية الحي ليؤكد " إننا نعاني التهميش والحقرة ، وإلا كيف تفسرون رفض السلطات التكفل بانشغالنا وردم هذه المفرغة العمومية التي تشكل خطرا على البيئة و خطرا على السكان هنا ، لأن العيش في هذا الحي أصبح لا يطاق ولم يعد بالإمكان العيش وسط هذه الكارثة البيئية التي تسبب أمراضا لأطفالنا".
ثم أردف " نعاني الويلات من هذا المكان الذي تحول إلى مفرغة عمومية. من يقوم بأشغال ترميم منزله يلقي بكل تلك الحجارة والأوساخ في هذا المكان حتى من تتعرض أبقاره أو أغنامه أو دجاجه للنفوق يلقي بها هنا ، ما يتسبب في مثل هذه الروائح الكريهة التي تنبعث من هناك " .
في تلك اللحظة ، يشق طفل صغير الطريق نحونا ليروي لنا معاناته ، إنه الطفل هشام في القسم الأول من المتوسط ، الذي خاطبنا مسترسلا " في المساء و بحلول الليل ، لا يمكن أن أعبر الحي لشراء حاجيات المنزل بسبب الظلام الدامس و الروائح الكريهة التي تنبعث من المفرغة ، ضف إلى ذلك خطر الكلاب الضالة التي تحوم بالمكان و بأعداد كبيرة ".
الطفل ياسر ، صديق هشام ، هو الآخر يعاني من مرض الربو وبحلول فصل الصيف يؤكد أن " المعاناة تزداد أكثر لا سيما بانتشار الحشرات "
و يؤكد سكان الحي أن " السلطات المحلية قامت بجولة مؤخرا إلى الحي و وعدت بإيجاد حل من خلال رفع كل تلك النفايات بعد أن تم تصنيف المنطقة كنقطة سوداء بسبب عدم احترام المواطنين لأماكن رمي النفايات ، فتحول ذلك الحي إلى منقطة للرمي العشوائي للنفايات".
كما أوضح "ع. مراد" عضو بجمعية الحي أنه " تم إحدى المرات القيام بحملة تطوعية لرفع تلك النفايات، لكن سرعان ما عاد المكان إلى حالته الأولى بسبب تصرفات المواطنين الذين يعودون دوما لإلقاء نفاياتهم هناك لا سيما في الليل".
و تبقى الكرة في مرمى السلطات المحلية كونها الكفيلة بإعادة الاعتبار لسكان هذا الحي و ردم هذه المفرغة العمومية و إنقاذ السكان من هذه الكارثة البيئية.