اقتحموا عالم الفن الرابع في وقت لم يكن أحدا يراهن على نجاحهم خاصة في" تمنراست" ، منطقة لطالما ساد في اعتقاد مسؤوليها أنها لا يمكن أن تكون حاضنة للإنتاج المسرحي وللأعمال المتميزة.
ولا يكاد المسرحيون بعاصمة الأهقار يجدون، أدنى دعم يذكر من الجهات الفاعلة بالولاية، سوى تسخير القائمين على دار الثقافة لقاعة "داسين" للتمرن على أعمالهم.
"وهيبة باعلي" ممثلة مسرحية قالت لـ "أصوات الكثبان" إن مدينة "تمنراست" عرفت بكونها وجهة سياحية متميزة من خلال شهرة مواقعها الاثرية ، ما جعل سكانها والوافدين عليها يتوقعون أن تتميز كذلك بالفن الرابع، مضيفة انه ورغم بروزها وزملائها ومن سبقها في مجال المسرح خارج الولاية وعلى المستوى الدولي، وتتويجهم بجوائز دولية، إلا أنهم لا يجدون اهتماما من قبل السلطات القائمة.
وكانت الساحة الثقافية بولاية تمنراست شهدت في السنوات الأخيرة، إقبالا كبيرا على تعاطي الفن المسرحي، حيث تشكلت عدة فرق وجمعيات مسرحية، بمختلف بلديات ودوائر الولاية، بلغ عددها قرابة العشر فرق مسرحية.
وبدأت الاعمال المسرحية وفق عبد القادر عزوز، مخرج مسرحي، تلاقي بعض الاقبال من طرف جمهور الولاية وسط غياب تام للمساندة والدعم من قبل المسؤولين على المراكز الثقافية والسلطات المحلية والجهوية.
يتابع عزوز بتأثر بالغ "كثيرا ما نتلقى دعوات من خارج الوطن للمشاركة بتظاهرات للمسرح، فنعجز حتى عن تأمين تكاليف تذاكر السفر".
وحتى مشروع المسرح الجهوي الذي علق عليه المسرحيون بالمدينة أمالا كبيرة للرقي بالفن الرابع بالولاية، ومن خلاله التسويق لعروضهم، تم تجميده، وهو ما أكد وفق المتحدث "تهميش هذا الفن وإهمال العاملين فيه ".
وفي المقابل، وخلال عقده لندوة صحفية، أياما بعد توليه منصب مدير الثقافة بولاية تمنراست، أكد "محمد بلبالي"، القائم الأول على القطاع، بأن مشروع المسرح الجهوي سيعود إلى الواجهة وستتواصل الأشغال فيه الى جانب مشروع مسرح الهواء الطلق.
وفي انتظار تجسيد مشروع المسرح الجهوي على أرض الواقع، يبقى عشاق الفن الرابع يترقبون التفاتة واهتماما ، يحفزانهم على المضي في تطوير هذا الفن وجعل عاصمة الأهقار قبلة له .
محمد الصالح بن حود