وقد قوبلت هذه الزيادات بالرفض والتنديد من قبل سكان الجنوب الذين خرجوا رافعين شعارات مختلفة مطالبين بإيجاد حلول لهم لا سيما وأن غالبيتهم من الطبقة الفقيرة.
وأعرب "ج .محمد "مواطن من ولاية الوادي عن امتعاضه الشديد من الزيادات غير المعقولة في فواتير الكهرباء، وقال أنها " أرهقت جيوبهم كثيرا، لاسيما مع الدخول الاجتماعي الأخير الذي استنزف من المواطنين مبالغ مالية معتبرة، لتضاف إليها فاتورة الكهرباء التي تجاوزت سقف المليون سنتيم لشهر أوت المنصرم فقط" . وأردف المتحدث " لقد سبق و أن نددنا مرارا بهذه القرارات خاصة وأن سكان ولايات الجنوب يعانون أيضا من مشاكل التنمية وارتفاع أسعار المواد الغذائية و حرارة الطقس"
ويقول السيد "الهادي.م" موظف في القطاع الصحي ببسكرة أن " أجرته الشهرية لا تكفي للتكفل بكل مستلزمات عائلته ، فما بالك بتسديد فاتورة كهرباء قاربت 13 ألف دينار" وهوما جعله يخرج إلى الشارع للاحتجاج.
وتابع " الجو حار جدا هنا ونحتاج يوميا إلى تشغيل الأجهزة الكهرومنزلية و بالتالي يجب على السلطات العمومية إيجاد حل حتى يتسنى لنا استهلاك الطاقة دون أن ترتفع فاتوراتنا بكيفية مذهلة ، فلو سددنا الفاتورة فلن نجد ما نأكله".
ويواصل "عيسى. ل" هو الآخر ، موظف في مؤسسة خاصة ببلدية بسكرة أن " الجميع خرج ببسكرة للاحتجاج اعتباطيا بمجرد استلام الفاتورات" ، وبالنسبة إليه " فإن السلطات العمومية لا تفكر في سكان الجنوب ولا تأخذ انشغالنا محمل الجد ،وقد سبق و أن تم طرح هذا المشكل منذ سنوات". وتابع " سكان الجنوب يعانون العوز والفقر وكل من جمع بعض المال يقتني به مكيف هوائي للاستمتاع بقسط من البرودة ونسيان درجة الحرارة المرتفعة ، فيجد نفسه يتجنب نار الحرارة لكن يسقط في نار الفاتورة الملتهبة".
وبالنسبة للحاج الطاهر وهو أحد ممثلي أعيان ورقلة الذين التقوا مع المسؤولين مؤخرا فإن " وزارة الطاقة مطالبة بالتدخل لإنهاء مسلسل الزيادات في فواتير الكهرباء فالسلطات المحلية أشبعتنا وعودا ولم تف بها " ثم يواصل " يجب الأخذ بعين الاعتبار مشكل العوز و الفقر الذي تعاني منه العائلات في الجنوب بسبب تفشي البطالة وانعدام التنمية المحلية، حتى العمال هنا هم محدودي الدخل ".
وفي قراءة للوضع بالمنطقة ، أوضحت السيدة قاسي سمية مختصة اجتماعية أن "خروج المواطنين في المناطق الصحراوية للاحتجاج على الزيادة الكبيرة في فواتير الكهرباء لا يمكن تصنيفه سوى في خانة الإحساس بالحقرة و الظلم من قبل هؤلاء " ، ثم واصلت" لقد كانت هاته الفواتير بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس ، فهي تضاف إلى المعاناة المستمرة لسكان هاته المناطق الذين حرموا من أبسط ضروريات الحياة في غياب التنمية ، لتتم معاقبتهم بالزيادة في ارتفاع أسعار الكهرباء والذين هم بحاجة ماسة إليها أكثر من أي منطقة في البلاد ، في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها ، والحرارة تمتد طوال السنة ".
أما من جانب السلطات العمومية ، فقد أعلن وزير الداخلية الجزائرية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي ، أن " الحكومة تدرس إمكانية تخفيض أسعار الكهرباء في المناطق الجنوبية وهي تعمل على إيجاد حلول لارتفاع أسعار الطاقة، خصوصا الكهرباء التي بلغت الضعف خلال الأشهر الأخيرة"، وتابع " أنه تم تنصيب لجنة مصغرة تدرس هذه القضية وسوف تقدم اقتراحات لاتخاذ إجراءات وقرارات للتخفيف من عناء المواطن حيال هذه المسألة".