لم يفهم سكان بلدية عين كرمس الواقعة في الجهة الغربية من ولاية تيارت سبب عدم اهتمام السلطات المحلية بمشكل انعدام الماء الذي يؤرق حياتهم وينغص يومياتهم في منطقة أقل ما يقال عنها أنها تعاني العزلة والتهميش في غياب تنمية محلية تعيد للمنطقة بريقا من الأمل ورغبة في العيش.
وقال "الحاج العيد" أحد سكان المنطقة ومسؤول بلجنة الحي أن " مياه الشرب لم تزر حنفيات الكثير من المنازل منذ أشهر طويلة ، كما أن بعض الأحياء تنعدم فيها حتى قنوات الربط و بالتالي هاته المنازل غير موصولة بقنوات المياه، رغم الطلبات العديدة التي تم إرسالها للسلطات المحلية بغية التدخل لإنجازها".
بالنسبة للسيد "ع. لخضر" هو الآخر ، عضو بلجنة الحي فإن "الماء يصل بعض العائلات فقط لكن مرة واحدة في الأسبوع ، ويدوم تدفقه لفترة لا تتجاوز الساعتين وبضغط ضعيف ، مما يجعل وصوله إلى الكثير من العائلات التي تم إيصالها بشبكة توزيع المياه مستحيلا وغير ممكن ".
ويقول السيد "ر.عبد الله" أحد سكان المنطقة "الماء لا يصل إلى الكثير من العائلات رغم أنها تتدفق في شوارع بعض الأحياء بسبب تدهور قنوات مياه الشرب القديمة حيث تكثر بها التسربات فتضيع كميات كبيرة من المياه ، دون أن يستفيد منها المواطن ، الذي يعاني العطش" .
ويعود السيد " ع .لخضر " للحديث عن نفس الموضوع فيشير إلى أن " تدهور وضعية تلك القنوات والتسريبات التي تحدث هنا و هناك أصبحت تشكل مصدر قلق و مخاوف من تنقل الأمراض عن طريق المياه، حيث تعرف أحياء مثل الأمير عبد القادر تسربا للمياه بكميات كبيرة من القناة الرئيسية و نفس الوضع تعرفه أحياء "الوئام "، "شطيبو" والتي يقطنها حوالي 350عائلة وحي عيساوي الذي تقطنه حوالي ألف عائلة" .
ولم يخف المتحدث أن " اللجنة راسلت فرع الجزائرية للمياه لبلدية عين كرمس من أجل إصلاح تلك الأعطاب وتفادي التسربات والتي قد يستفيد منها البعض ، لكن هذا الفرع أضحى غير قادر على التكفل بهاته المهمة حيث برر مسؤولوه عدم إمكانية تصليح تلك الأعطاب نظرا لنقص الوسائل وقلة الإمكانيات والعتاد ".
وكشف "الحاج العيد " أحد أعضاء اللجنة ، أن " بلدية عين كرمس التي يقطنها قرابة 20 ألف نسمة يلجأون من أجل التزود بالماء إلى منطقة " الطعاوشة " والتي أصبحت لا تستطيع إستيعاب هذا الكم من الطلب وليس بإمكانها أن تسد حاجيات الجميع ، وهو ما دفع بالكثير من ميسوري الحال إلى الاستنجاد بمياه الصهاريج و شرائها بمبالغ تصل إلى ألف دينار للصهريج ، وهي نفقات يومية أثقلت كاهل تلك العائلات.